للواء مصطفى يسري: الحركة السياحية ستعود إلى مدينتنا الجميلة قريبا
طلبت من وزير الطيران ربط مطار أسوان بالقاهرة والغردقة وشرم الشيخ لتنشيط السياحة
أوشكنا على الانتهاء من 124 محلا تجاريا بخان أسوان و56 مرسى سياحي وممشى عام على الكورنيش لخدمة السائحين
تحولت مدينة السحر والجمال والتاريخ إلى صحراء جرداء يحيطها السكون ويؤلمها البحث عن لقمة عيش. فهي مدينة الفرعون وجبهته القوية في الحروب وخزينته الكبرى التي تخفي الأسرار..غير أن أزمة سياسية خلفت كارثة اقتصادية نتج عنها عطل تام بالحركة السياحية. حولت المدينة الساحرة إلى مدينة أشباح..
كان ذلك محور حديث “البوابة نيوز” مع اللواء مصطفى يسري محافظ أسوان. الذي فتح خزينة الأسرار وتحدث حول مستقبل مدينة الفرعون وأحلام أبناءها وأهم مشكلاتها. فكان لنا معه هذا الحوار:
ما هي خطة محافظة أسوان لإعادة الحركة السياحية المتوقفة تمامًا منذ 3 أشهر ؟
إعادة الحركة السياحية لمعدلاتها الطبيعية يأتي على رأس أولويات العمل التنفيذي للمحافظة، من خلال خطة متكاملة تشمل العمل على سرعة عودة الأمن والاستقرار، بجانب إعادة الوجه الحضاري والجمالي لمدن المحافظة السياحية سواء كانت أسوان أو أبو سمبل أو كوم أمبو أو إدفو بتنظيم حملات مكثفة للنظافة، وطرح مشروع النظافة لإدارته من خلال القطاع الخاص من أجل رفع كفاءته، مع تنفيذ أعمال التطوير والتجميل والتشجير، وخاصة في المناطق والمزارات السياحية، وتعمدنا الدخول في أجواء احتفالية بالتزامن مع الموسم السياحي الجديد والتي بدأت بتنظيم احتفالية بمناسبة يوم السياحة العالمي.
وفي نفس الوقت استقبلت أسوان الأسبوع الماضي الوفد الإعلامي الألماني الذي ضم مراسلي وكالات الأنباء والإذاعات وعدد من البرلمانيين والسياسيين ورجال السياحة بألمانيا للاطمئنان على الأوضاع الأمنية بعد انحصار ظاهرة العنف وعودة الاستقرار، والتي ستساهم بشكل مباشر في عودة تدفق الأفواج السياحية وخاصة أن حجم السياحة الألمانية إلى مصر تأتي في المرتبة الثانية بعد روسيا، بإجمالي 1,2 مليون سائح ألماني سنويًا، وهو ما أثمر عن الاتفاق على تنظيم رحلات طيران شارتر أسبوعية من 6 مدن ألمانية إلى الأقصر وأسوان طوال فصلي الشتاء والصيف بدءاً من نوفمبر القادم .. وبالتوازي تأتي احتفالية تعامد الشمس من ضمن خطة المحافظة للترويج السياحي حيث سيتم استثمارها في توجيه رسالة إيجابية للعالم بأن أسوان آمنة تماما، كما أن أبنائها وأجهزتها التنفيذية وأيضا الكيانات السياحية من شركات وفنادق ومرشدين وغيرهم مرحبين وجاهزين لاستقبال الأفواج السياحية حيث سيكون الاحتفال بظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في 22 أكتوبر القادم هي نقطة الانطلاق لاستعادة مدينتي أسوان وأبو سمبل لمكانتهما على خريطة السياحية الدولية، حيث سيتم التنسيق مع الوزرات والهيئة العامة لقصور الثقافة لتنظيم احتفالية يساهم فيها أبناء مدينة أبو سمبل لاستثمار المكونات البيئية من مبدأ أن العالمية تبدأ بالمحلية.
كيف ترى مستقبل الاستثمار السياحي في أسوان عقب الخسائر الفادحة التي لحقت بالقطاع؟
هناك العديد من المشروعات الاستثمارية المقامة والتي ستقام قريبًا على أرض أسوان للنهوض بالاستثمار السياحي بالمحافظة حيث سيتم افتتاح مشروع خان أسوان السياحي لتنشيط السياحة التسويقية والترفيهية وهو يضم 124 محل تجاري وباستثمارات 30 مليون جنيه، كما أنه جاري استكمال مشروع المراسي السياحية الجديد بكورنيش النيل حيث تم تنفيذ المرحلة الأولى والثانية بها بإجمالي 27 مرسى سياحي، في حين جاري العمل في المرحلة الثالثة والتي تضم 29 مرسى آخر وذلك بتكلفة إجمالية 180 مليون جنيه، ويجري حاليا عمل تخطيط كامل للكورنيش الجديد للنهوض به ورفع كفاءته من خلال استشاريين متخصصين ليضم ذلك إنشاء حدائق مفتوحة بطول 1 كم وبتكلفة 5 مليون جنيه في المنطقة الواقعة أمام كوبري أسوان الملجم من الناحية الجنوبية، بجانب إنشاء 5 حوائط خرسانية في أماكن متفرقة بالكورنيش لتضم ممشى عام للارتقاء بهذه المنطقة التي تضم العديد من المناظر الجمالية والطبيعية وذلك بتكلفة إجمالية 18 مليون جنيه على أن يتم بدء العمل في الممشى والحدائق المفتوحة عقب انتهاء السدة الشتوية لنهر النيل، وفي نفس الوقت تجري أعمال تطوير بمعبد كوم أمبو حيث تم الوقوف على مدى جاهزيته لاستقبال الموسم السياحي الجديد، وخاصة بعد تطبيق منظومة تأمين شاملة، بجانب أعمال التطوير التي شملت المنطقة الأثرية للمعبد ومنها افتتاح متحف التماسيح مؤخراً في العام الماضي بتكلفة 13 مليون جنيه، بالإضافة إلى إنشاء المراسي السياحية أمام المعبد والتي جاري عمل الصيانة الدورية لها ، مع الانتهاء من تركيب منظومة الحريق بتكلفة 1.7 مليون جنيه كما سيتم بالتوازي تسليم باقي البازارات والتي قام مجلس مدينة كوم أمبو مؤخرا بإجمالي 46 بازارا سياحيا بعد إقرار العقود الخاصة بهم من لجنة الفتوى والتشريع بمجلس الدولة.
لماذا لا تمارس المحافظة سلطتها للسيطرة على أسعار المراكب النيلية التي يحددها أصحابها دون قانون أو سعر موحد؟
بالنسبة لتسعيرة ركوب المراكب الشراعية واللنشات في مجرى نهر النيل فإنها تخضع لإشراف من هيئة النقل النهرية ومديرية الطرق، فهيئة النقل النهري هي المنوط بها إصدار التراخيص لهذه المراكب واللنشات بعد التأكد من صلاحيتها، ولكن من المفترض عند حدوث أي تجاوزات لهذه التسعيرة هو تقدم المتضرر بالشكوى لشرطة المسطحات ولهذه الجهات للبت فيها.
كيف يتم التعامل مع أزمة أهالي النوبة الذين يرفضون سيطرة رجال الأعمال على أراضيهم والجزر والجبال التي تخص أجدادهم؟
أحب أن أوضح أن المحافظة لن تسمح بأي صورة من صور التعدي على أملاك الدولة والمناطق الأثرية ومياه النيل، وقد تم بالفعل خلال الفترة الماضية إلغاء تخصيص 223 ألف فدان على ضفاف بحيرة ناصر كانت مخصصة لإقامة 28 مشروع لبعض رجال الأعمال والمستثمرين وذلك لحماية المخزون الاستراتيجي من المياه لمصر من التلوث بجانب إعطاء الأولوية في توزيع الأراضي لأهالي النوبة للحصول على حقوقهم، وقد قامت الحكومة بالفعل بتسليم 1576 مسكنا لأبناء النوبة بمنطقة وادي كركر على ضفاف البحيرة، كما أن مجلس الوزراء أصدر قرارا بتوزيع 23 ألف فدان في منطقة وادي الأمل المجاورة منها 5 آلاف فدان كتعويضات للنوبيين المغتربين، و 18 ألف فدان للشباب ستوزع من خلال الجمعيات الزراعية بجانب تحقيق التوسع العمراني المطلوب لمركز نصر النوبة حيث أنه جاري إنشاء قرية أبريم بالظهير الصحراوي، فضلا عن منح 1.5 مليون متر مربع من أراضي المتخللات مجانا، مع تطوير مستشفى نصر النوبة المركزي بـ 16 مليون جنيه، ودعمها بمختلف الأجهزة الطبية، هذا بالإضافة لتشكيل لجنة قانونية لسرعة إنهاء إجراءات تمليك الأراضي المقامة عليها مساكن أهالي النوبة بمدينة أسوان والذين تم تهجيرهم في الفترة من 1902 إلى 1933 بسبب بناء وتعلية خزان أسوان وخاصة أنه سيستفيد من ذلك حوالي 6 آلاف أسرة نوبية مما يساهم في تحقيق الاستقرار الأسري والمعيشي لهم.
تحتاج أسوان لربط جوي مع الغردقة وشرم الشيخ ومرسى علم، وكذا زيادة أعداد الفنادق لتقديم خدمة أفضل.. كيف ترى ذلك؟
عندما استقبلنا المهندس عبد العزيز فاضل وزير الطيران المدني في أسوان الشهر الماضي حصلنا على العديد من المكتسبات المتمثلة في تنشيط الحركة السياحية أهمها تخفيض قيمة تذاكر الطيران القادمة من مطار القاهرة الدولي لمطاري أسوان والأقصر الدولي والعكس بنسبة 20 % على كافة الشرائح مراعاة للظروف الحالية التي تمر بها البلاد ، كما أنه تجري حاليا دراسة لعدم توريد رسوم الهبوط والإيواء لشركات الطيران التي تقوم بتشغيل رحلات لمدة 6 أشهر، ووافق الوزير على خفض رسوم الهبوط والإيواء بنسبة 60 %، كما وافق على ضم أسوان لمبادرة تشجيع السياحة الداخلية من خلال تخفيض تذاكر الطيران من قبل الوزارة، وتخفيض أسعار الليالي بالفنادق إلى 50 % من قبل أصحابها.
بماذا تعد القطاع السياحي بأسوان والذي يعمل به ما يقرب من 80 % من أهالي المحافظة؟
المحافظة لديها رؤية متكاملة لإعادة مكانة أسوان على خريطة السياحة الدولية تشمل ربط أسوان بالغردقة وشرم الشيخ برحلات الطيران وخفض الرسوم لاستقبال طيران الشارتر، بجانب العمل على إلغاء التفويج الأمني على طريق أسوان / أبوسمبل وإضافة المزيد من المزارات للبرامج السياحية للاستفادة من التنوع السياحي الفريد من السياحة الأثرية والثقافية إلى السياحة البيئية والعلاجية والترفيهية والسفاري والصيد وغيرها، وأؤكد لأهالي أسوان أن الحركة السياحية ستعود إلى مدينتنا الجميلة وفي القريب العاجل بإذن الله.
