السياحة بالعالم

سياحة نشطة في عموم المملكة خلال عطلة العيد ونسبة الأشغال بالعقبة والبحر الميت 100%

شهدت السياحة خلال عطلة «عيد الأضحى» أنماطا جديدة متداخلة لم تكن تشهدها سابقا، ابرزها حصول مناطق سياحية مختلفة مثل «البترا، وماعين، وجرش، وعجلون، ومادبا» على نسب جيدة من حصص الإشغال السياحي، ما غير بشكل لافت من تقسيمة هذه الحصص التي كانت باستمرار تنحصر بالعقبة والبحر الميت.
وبدا واضحا خلال ذات الموسم الحضور السياحي العربي بشكل كبير في النشاط السياحي، مقتصرا على السياحة الخليجية فقط، كما تغيرت وجهتها كحال السياحة الداخلية بطلب مناطق سياحية اخرى جديدة غير تلك التقليدية التي اعتادت عليها في سنوات سابقة، فكان الحضور متعددا بمختلف محافظات ومدن المملكة.
فيما ما يزال «شبح ارتفاع اسعار المنتج السياحي المحلي» يسيطر على اي قراءة للمشهد السياحي، ومقارنته بالمنتج السياحي في دول الجوار؛ ما يجعل المواطن يلجأ لطلب السياحة في هذه الدول، إذْ شهدت عطلة العيد سفرا لالاف الاردنيين تحديدا الى شرم الشيخ وتركيا، بحثا عن الأسعار الأقل!!!
وفي قراءة لـ»الدستور» حول تفاصيل المشهد السياحي خلال عطلة عيد الأضحى التي اخذت بالاساس طابعا خاصا نظرا لاستمرارها مدة عشرة ايام، فكانت فرصة سياحية ذهبية وفق ما وصفها خبراء سياحيون، ليس فقط للسياحة الداخلية انما ايضا للسياحة الصادرة إذْ شهدت مكاتبها نشاطا ملحوظا لطلب السياحة في مصر وتركيا تحديدا.
وبحسب محدثينا، فقد قاربت نسبة الإشغال بالعقبة والبحر الميت الى (100%)، فيما وصلت في بعض فنادق البترا الى (70%) وهي نسبة لم تشهدها المدينة الوردية منذ اشهر، فيما شهدت جرش، وعجلون، وماعين، وام قيس، ومأدبا نشاطا سياحيا لافتا وغير مسبوق.
وكشفت الاراء ذاتها عن وجود مؤشرات ايجابية للسياحة الاوروبية والاميركية خلال الموسم السياحي المقبل وتحديدا خلال شهري تشرين الثاني، وكانون الاول المقبلين، اضافة الى نيسان القادم، مؤكدين ان الهدف الاساس للعمل السياحي الان هو الوصول الى «سياحة اردنية مستدامة» لا ان تكون موسمية تنشط في اوقات محددة من السنة وتتراجع في مواسم واشهر اخرى، وهذا يكون بضرورة وجود عقلية ابداعية بعيدة عن النمطية.
امين عام وزارة السياحة والآثار عيسى قموه اكد من جانبه ان الحركة السياحة خلال عطلة عيد الأضحى فاقت التوقعات، ولعل اللافت خلال هذه الاجازة هو توزيع حصص الاشغال السياحي والفندقي إذْ لم تحصده بالمجمل العقبة والبحر الميت كما اعتدنا دوما اذْ تعددت الوجهات السياحية للمواطنين والسياح الخليجيين، إذْ شهدت المملكة بشكل عام نشاطا سياحيا.
ولفت قموه الى انه كان يتابع باتصالات هاتفية منه شخصيا مع الفنادق والمطاعم والمقاهي ليحصل على واقع النشاط السياحي من اصحاب الشأن، فكانت الأجوبة تأتي بالغالب ايجابية، إذْ استفاد القطاع السياحي بكافة فعالياته من فرصة العطلة الذهبية للقطاع بشكل عام.
واشار قموه الى ان نسب الاشغال في العقبة والبحر الميت حصلت على النسبة الاعلى، إذْ قاربت (100%)، في حين وصلت نسبة الاشغال في البترا ببعض الفنادق وليس كلها الى (70%)، فيما وصلت في فنادق اخرى فقط الى (5%)، بشكل عام الحركة السياحية مطمئنة بأن الموسم نشط وسيكون له مردودات ايجابية على امل ان ينعكس على باقي ايام السنة ومن اسواق مختلفة اقليميا ودوليا.
وبين قموه ان مناطق مختلفة شهدت نشاطا سياحيا مثل عجلون وجرش وام قيس، وماعين، ومأدبا، بالاضافة الى عمان؛  ما يجعل من تقسيمة حصص الإشغال السياحي تأخذ انماطا جديدة مختلفة اكثر تنوعا، بشكل باتت تستفيد منه غالبية المناطق السياحية والاثرية، اضافة الى ان جميع الفعاليات السياحية استفادت ايضا من العطلة ونتائجها الايجابية.
وقال قموه،  الموسم شهد ايضا تنوعا من ناحية الجنسيات، إذْ ارتفعت بشكل كبير السياحة الداخلية، في حين ايضا كان هناك اقبال من السياحة العربية الخليجية تحديدا، من كافة دول الخليج العربي، اذْ حصدت النسبة الاعلى بين الجنسيات، فيما كان الحضور الاوروبي متواضعا جدا.
في ذات الاطار، اتفق رئيس جمعية وكلاء السياحة والسفر سمير دربي مع قموه أن عطلة العيد كانت فرصة سياحية ذهبية وهامة للقطاع، معتبرا أن الامر انعكس ايجابا على مكاتب السياحة ليس فقط الخاصة بالسياحة الوافدة انما ايضا بالصادرة، إذْ شهدت الايام الماضية عودة لنشاط هذه المكاتب بشكل كبير من خلال سفر الاف المواطنين الى «شرم الشيخ» وتركيا ودبي تحديدا.
وبلغة بعيدة عن اي مداراة اعتبر دربي الموسم ايجابي جدا، ويعطي ايضا مؤشرات ايجابية لمواسم قادمة جيدة لا سيما ان الموسم السياحي الاوروبي يبدأ في الشهرين القادمين، وهناك مؤشرات بأن الامور ستكون ايجابية.
ولفت دربي الى ان الموسم شهد -ايضا- تغييرات واضحة في توزيعة حصص الإشغال وباتت غالبية مناطق المملكة تشهد نشاطا سياحيا، على الرغم من بقاء العقبة والبحر الميت تتسيدان المشهد بصورته العامة، لكن هذا لا يعني ان الامر سلبي في مناطق اخرى، بل على العكس شهدت الايام الماضية حركة سياحية نشطة وغير تقليدية.
ورأى دربي، ان من ابرز مشاكل القطاع ارتفاع اسعار المنتج السياحي المحلي؛  ما يجعل المواطنين يلجأون للسياحة الخارجية نظرا لانخفاض سعرها، مبينا ان عطلة العيد اعادت الحياة لمكاتب السياحة الصادرة، إذْ لجأ الاف المواطنين للسياحة في الخارج ومن ابرز هذه الوجهات السياحية كانت تركيا ودبي وشرم الشيخ.
ومن اشكاليات القطاع وفق دربي ايضا قلة عدد الغرف الفندقية؛ ما يجعل يجعل امكانية ايجاد حجوزات مسألة صعبة في مثل هذه المواسم، وهي -ايضا- مشكلة يجب تجاوزها في اطار سعي القطاع لزيادة اعداد السياح وارتفاع مدد اقامتهم، بالطبع الى جانب الظروف الامنية المضطربة التي تحيط بنا -ايضا- كان لها اثار سلبية على مستوى السياحة الوافدة.
وشدد دربي، على اهمية العمل بعقلية ابداعية بعيدة عن النميطية السياحية وصولا الى حالة سياحية مختلفة تجعل من الاساس بالقادم هو الوصول الى «سياحة مستدامة» لا تقتصر على اشهر محددة او مواسم بعينها خلال ايام السنة، وهذا يتطلب الكثير من الجهود من ابرزها التعامل مع الامر بجدية،  بعيدا عن النمطية.

الاقسام

اعلانات