السياحة بالعالم

عجلون: منطقة جذب سياحي ومتحف تاريخي خالد

57

تعد محافظة عجلون من المحافظات التي تشتهر بطبيعتها الخلابة ومناظرها الطبيعية الساحرة وهدوئها المميز، فمن هنا كانت وما تزال منطقة جذب للزوار والسياح من الداخل والخارج وتحتل السياحة فيها موقعا ومتسعا.
وتعد السياحة واحدة من أهم وأكبر القطاعات المدرة للدخل في الأردن، لذا انتهجت الحكومة على جعل تسويق السياحة إحدى الأولويات المهمة على الأجندة الوطنية واعتبار التراث الحضاري واحداً من المصادر القيمة التي تساعد في تسويق السياحي، مما دعا الحكومة الى القيام بعدد من المشاريع السياحية مثل (مشروع السياحة الأول/ جرش والكرك) ومشروع السياحي الثاني (جرش، الكرك، مادبا، عجلون)، والمشروع السياحي الثالث.
ومحافظة عجلون متحف تاريخي وتحفة طبيعية بحكم تاريخها وتراثها اذا ما قورنت بباقي محافظات المملكة؛ حيث تزخر بالكثير من المواقع السياحية والأثرية المنتشرة في المحافظة، وإذا ما أردنا التعرف على المواقع السياحية والأثرية فيها فهناك ما اشتهرت به قلعة الربض (قلعة عجلون) بناها عزالدين أسامة أحد قادة صلاح الدين الأيوبي على أحد جبال بني عوف، مركز الزوار في عجلون، وادي الطواحين، ساحات المباني القديمة (حي مقطش)، المواقع الدينية/ سياحة دينية لمساجد مثل: عجلون الكبير (تم بناء فيه مئذنة من الحجر الأحمر)، لستب، كدادة، ستات، عصيم، والمقامات الدينية كمقام سيدي بدر/ عجلون، مقام الحجاج، مقام عكرمة/ الوهادنة، مقام الخضر/ عجلون، مقام علي المومني/ عين جنا، مقام صخرة/ صخرة، مقام محبوب/ عين جنا.
وأما الكنائس مثل كنيسة مارالياس (لستب) فتعود الى زمن النبي موسى عليه السلام وتقع على بعد 9 كم تقريباً الى الشمال الغربي من مدينة عجلون ضمن منطقة حرجية تحيط بها الأشجار، وهي عبارة عن تل صغير يرتفع 900 متر عن سطح البحر، كذلك تطل على بيسان وبحيرة طبريا وجبل الشيخ. وفي العام 1999 وأثناء التنقيبات الأثرية تم الكشف عن كنيسة ضخمة بمساحة 1340م2 ترجع الى بداية القرن السادس الميلادي حيث الأرضيات المرصعة بالفسيفساء الملونة.
وفي العام 2001 تم اكتشاف كنيسة أخرى أصغر حجماً من الأولى وتحاذيها من الناحية الغربية سميت الأولى بالكبرى والثانية بالصغرى؛ حيث تعد من المواقع الخمسة في الأردن المعتمدة لدى الفاتيكان للحج اليها في 22 تموز (يوليو) من كل سنة.
وكنيسة سيدة الجبل (عنجرة)؛ حيث يعود تاريخها للقرن الرابع الميلادي، وتمت إقامة الكنيسة الجديدة على موقعها الحالي في العام 1932 وأحضر تمثال من الخشب للسيدة العذراء ونصب فيها، وفي العام 1971 بني كهف داخل الكنيسة ووضع فيه التمثال.
وتعود أهمية الكنيسة الى الاعتقاد أن السيد المسيح ووالدته مريم العذراء أمضيا فترة وجيزة في أحد كهوف عنجرة وكان السيد المسيح وتلامذته يتنقلون في المدن العشر متجولين بين عنجرة وكفرنجة.
ويذكر أن سيدة إيطالية ضريرة تدعى فلوتورا وضعت كتابا باللغة الإيطالية تذكر فيه روايتها عن السيد المسيح وتفاصيل إقامته في عنجرة، مما عزز من أهمية الكنيسة، أما الرسام الإيطالي فقد رسم جدارية تمثل حياة السيد المسيح في عنجرة وقام بإلباس التمثال الحرير الموشح بالذهب.
وكنيسة القديس جرجس وكنائس بيزنطية تعود للقرن السادس الميلادي في موقع راجب، وأثناء تدريبات القوات الخاصة في وادي راجب عثرت على مكعبات من الفسيفساء وتم إعلامهم بأن جلالة الملك عبدالله الثاني عندما كان قائداً للقوات الخاصة العام 1998. وبأمر جلالته السامي، جرت التنقيبات للموقع وكشفت أعمال البحث والتنقيب عن كنائس بيزنطية تعود للقرن السابع مكتوب عليها كتابات سريانية، هذا البناء المقدس بني بعناية سيدي الكاهن الشيخ الأكبر سابيونس الذي كرس جهده في العمل الصالح ليغفر له الرب خطيئته ويرحمه مع عباده الى الأبد. وتعد الأرضيات الفسيفسائية المكتشفة من أجمل الأرضيات في عجلون؛ حيث تصور الأحياء البرية (الطيور والأسود والغزلان).
وتعد عجلون من النوع السياحي الترفيهي عن النفس والذي يوضح العلاقة التي تربط السياحة بالبيئة، فما هي الا متعة طبيعية بكل شيء طبيعي لم يلحق بها التلوث ولم يتعرض توازنها الطبيعي الى الخلل، وذلك للاستمتاع بمناظرها ونباتاتها وحيواناتها البرية.
محمية عجلون الطبيعية
تأسست في العام 1989 بمساحة تبلغ (12000) دونم وتتكون من مجموعة من التلال ذات الارتفاع المتباين. وفي العام 2000 تم إعلانها ضمن المناطق المهمة للطيور في الأردن وتعد مصدراً جيداً للأخشاب كون معظم مساحة المحمية هي غابات بلوط دائمة.
وتحتوي على أنواع عديدة من الطيور والقوارض والثدييات والزواحف والغزلان، ويوجد في المحمية مخيم سياحي مكون من (20) كوخا، بالإضافة الى قاعة حرف يدوية لتدريب بعض طاقات المجتمع المحلي المناسبة وتسويق منتجاتها.
اشتفينا
تتميز بوجود الغابات من أشجار البلوط والسنديان والأعشاب والأزهار البرية؛ حيث تساقط الثلوج فيها خلال فصل الشتاء يجعلها منطقة جذب سياحي، وتعد من أهم المصايف في المملكة لاعتدال مناخها صيفاً.
منطقة عبين عبلين
أكثر مناطق المحافظة ارتفاعاً، مما يؤثر على مناخها؛ حيث إنها معتدلة صيفاً وباردة شتاء، وتعد منطقة زراعية خصبة تشتهر بزراعة التفاحيات واللوزيات وأشجار الكرمة، وهي مكان إقامة وتخييم معظم السياح العرب الذين يرتادون المحافظة بهدف الراحة والاستجمام.
مشروع السياحة الثالث:
تم توقيع اتفاقية الشراكة الخاصة بالتطوير الحضري والسياحي والحفاظ على الموروث التاريخي والطبيعي في عجلون، وذلك تحت رعاية رئيس الوزراء بتاريخ 23/7/2006 بحضور وزير السياحة والآثار ووزير التخطيط والبلديات، والتي تعد اللبنة الأساسية لتنفيذ المشروع الذي يهدف الى تطوير عجلون والمحافظة عليها.
وتشمل منطقة الدراسة كلا من (عجلون، عنجرة، عين جنا)، وتتصف بأنها منطقة ريفية ذات بيئة طبيعية متميزة وغنية بالمواقع التاريخية والأثرية والثقافية، لكن هذه المناطق تعاني من عدم الحفاظ على المصادر التراثية والتاريخية والثقافية، مما أثر بشكل كبير على عدد الزوار ومدة إقامتهم في المنطقة.
وإن إطلاق وتنفيذ المشروع في عجلون يطرح خطوات حاسمة لتعزيز السياحة، وخصوصا فيما يتعلق بالبنية التحتية وبناء قدرات البلدية وبرامج تنمية الاقتصاد المحلي والهادفة الى تنفيذ عناصر استراتيجية تطوير السياحة، ويتعين على سكان المنطقة العمل للاستفادة من هذا المشروع التحويلي.
في عجلون يتجاوز المشروع مركز المدينة ليلامس أطراف العديد من القرى المجاورة، وهناك جهد يستهدف أحياء مساحات ثقافية وطبيعية وكذلك أنظمة خاصة وتعديلات على استخدام الأراضي ضمن حدود البلدية، وكانت لوزارة السياحة والآثار إنجازات مشرفة في هذا المجال. –

الاقسام

اعلانات