في احتفالية عالمية كبرى احتفلت مصر والعالم بالأمس بتعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى لمدة عشرين دقيقة بمعبد أبو سمبل بأسوان، وعلى إثر ذلك جلست آلهة معبد الكرنك حول الإله آمون حزينة تشكو ظلم العالم لها، مطالبة بحقها فى الاحتفال العالمي بيوم تعامد الشمس على معابدها، مؤكدين بأن هذا التعامد لا يقل أهمية من تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني.
وقال الدكتور منصور بريك رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطي والواحات: إنه من المعروف علميا وفلكياً أن الشمس تتعامد على معابد الكرنك مرتين فى العام، الأولى يوم 22 ديسمبر فى بداية الانقلاب الشتوي للشمس وتستمر لمدة ثلاثة أيام، حيث تشرق الشمس على معبد “الاخ منيو” الذى شيده الملك تحتمس الثالث من ملوك الأسرة الثامنة عشر لتخرج من قدس الأقداس بالكرنك، ثم تشرق بين بهو الصرح الأول للكرنك لتشكل علامة “الأفق”، وهو عيد ميلاد الإله “رع الكبير”، وهو عيد الإنبات “برت”.
وأضاف “بريك” أنه يحدث تعامد آخر يوم 21 يونيو وهو يوافق موسم الحصاد، وفيه يبدأ عيد من أهم الأعياد الدينية فى مدينة طيبة القديمة، وهو عيد “الوادي الجميل” الذي كانت تخرج فيه مراكب الثالوث المقدس بالكرنك لتزور المعابد الجنائزية بالبر الغربي.
وقال “عبد المنعم عبد العظيم” مدير مكتب دراسات الصعيد بالأقصر: إنه منذ خمسين عاما تقريبا عندما كان طالبا ابتدائيا برحلة مدرسية إلى معابد الكرنك، فجلس بجوار حارس المعبد الذى حكى له بأن الشمس تتعامد وتدخل غرفة الملكة “حتشبسوت” فى تاريخ معين، وهو لا يدرك أهمية هذا التاريخ أثريا، فأسرع “عبد المنعم” إلى أحد المرشدين السياحيين وقتها وهو “أحمد عبد القادر” الذى كان مهتما أيضا بالعلوم الفلكية، وبدأ يرصد هذه الظاهرة وتوجه بها إلى هيئة الآثار لاستكمال الدراسة بهذه الظاهرة، واعتمادها التى أثبت بأن هذه الظاهرة تحدث مرتين الأولى فى عيد الإنبات والثانية فى عيد الحصاد.
وأشار “عبد المنعم” بأن العالم كله حتى الآن يقف عاجزا أمام قدرة المهندس المصري القديم الذي استطاع بعلم الفلك أن يبنى المعابد بطريقة تجعل الشمس تتعامد عليها فى المناسبات الخاصة بكل معبد.
ومن جانبه قال اللواء “طارق سعد الدين” محافظ الأقصر: إن المحافظة بدأت بالفعل بتجهيز احتفالية كبري لعيد تعامد الشمس على معابد الكرنك والمقرر عملها يوم 22 ديسمبر القادم، مشيرا بأن هذه الاحتفالية سيتم فيها توجيه الدعوة لجميع سفراء الدول الأوربية بها والمهتمين بالسياحة العالمية، والإعلاميين المصريين والأجانب، الفنانين وأنها سوف تكون على مستوي الاحتفالات التي تقام بمعابد أبوسمبل لتعامد الشمس، وأن هذه الاحتفالية سوف تساعد بشكل كبير لتنشيط السياحة وتحول أنظار العالم كله مرة أخري للأقصر.
