في لقاء موّسع مع الأهالي وملاّك الفلج بالرستاق –
تشكيل لجنة تضم 9 من أبناء وشيوخ الولاية لوضع تصور عام للتطوير –
تناول لقاء موسع بين معالي احمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة واهالي وملاك فلج عين الكسفة بولاية الرستاق مشروع تطوير العين وتوصل الحضور الى اتفاق حول اهمية وجود رؤية شاملة لتطوير المكان سياحيا كما تم التطرق الى المعوقات التي حالت دون افتتاح مشروع تطوير العين.
واتسم اللقاء بالصراحة والشفافية وقد تم بحضور سعادة هلال بن سعيد الحجري محافظ جنوب الباطنة وبحضور سعادة الشيخ علي بن احمد بن مشاري الشامسي والي الرستاق وبحضور أصحاب السعادة اعضاء مجلس الشورى بالولاية والمجلس البلدي وعدد من المشايخ والرشداء والأهالي المعنيين بالمشروع . واكد معاليه انه لا تطوير لعين الكسفة الا بتوافق ورضا الأهالي ودون المساس بالآداب والتقاليد العمانية العريقة او بحصص المياه المقررة لملاك الفلج مشيرا الى انه قرر تشكيل لجنة موسعة تتولى وضع تصور شامل لتطوير المنطقة وتضم ضمن اعضائها 9 من الأهالي ووكلاء الفلج وممثلي الاوقاف وبعض الجهات الاخرى ومن مهام اللجنة تحديد تصور شامل قائم على تحديد اماكن نزع الملكية وتعويض الاهالي خاصة السكان القريبين من عين الكسفة مع تكليف استشاري بوضع تصور لتطوير المنطقة بالكامل وعرض هذا التصور على الاهالي قبل الشروع في تنفيذه بحيث يكون في اطار توافقي.
ودعا معاليه الأهالي لإنشاء شركة أهلية تتولى اقامة مشروعات سياحية بالمنطقة وفتح المجال لفرص عمل لأبناء الولاية واكد معاليه أن مكتبه مفتوح للجميع مؤكدا ان هدف الوزارة من اي مشروع سياحي هو خدمة أهالي المنطقة وابنائهم وهذا هو ما نبتغيه، ألا وهو الصالح العام وقال معاليه: ان المشروع الحالي سيكون له مردود مالي جيد وسيعود جزء من هذا المردود على اهالي الولاية.
واكد معالي وزير السياحة ان ولاية الرستاق لها تاريخ عريق ولدينا رغبة قوية في تطويرها من خلال مشروع عين الكسفة ونحرص في هذا اللقاء على ان يتم تناول الموضوع بكل مصداقية نظرا لاهمية المشروع للولاية والمحافظة بشكل عام وتشغيل المشروع وكذلك يـأتي هذا اللقاء استجابة لدعوات ومطالب اهالي الولاية والسكان القريبين من تطوير المشروع وكذلك ابداء الرأي في الكثير من الطلبات من خلال تغيير استعمالات الأراضي وغيرها ووضع الحلول حيال هذا المشروع الحيوي ولا نقبل بأنصاف الحلول ويجب وضع النقاط التي تساهم في تطوير للمنطقة بتوافق الاهالي.
واوضح سعادة الشيخ هلال بن سعيد بن حمدان الحجري محافظ جنوب الباطنة ان معاليه اتى من اجل الاستماع الى وجهات النظر من منطلق لا ضرر ولا ضرار كما ان وزارة السياحة تسعى الى تطوير المشروع وفق الخطط المعدة في هذا الشان كما تأتي الزيارة استكمالا لزيارات سابقة قام بها وزير السياحة لولايات المحافظة من أجل الوقوف ميدانيا على المشاريع التي تشرف عليها وتنفذها الوزارة ومنها مشروع تطوير عين الكسفة.
وقال سعادة الشيخ علي بن احمد بن مشاري الشامسي والي الرستاق: نتطلع الى ان يرى مشروع عين الكسفة النور وهناك تأخير واختلاف في وجهات النظر ولا بد من ايجاد الحلول وان نأخذ بمبدأ المصلحة العامة التي ترضي الجميع واضاف ان وجود معالي وزير السياحة في الرستاق من اجل هذا المشروع يعطي له اهمية وضرورة والاهالي يرغبون في ان يفيدهم المشروع في مجال التوظيف وفتح فرص عمل ومثل هذه اللقاءات بين المسؤولين والمواطنين تمكن المواطن من الوقوف على حقيقة المشروع عن قرب كما يستطيع المسؤول تلمس مطالب المواطنين.
الملاك وأنصبة المياه
بعد ذلك تم فتح باب النقاش للأهالي المتضررين من مشروع عين الكسفة او المتخوفين من نقصان المياه في الفلج حيث أشار عبدالله بن سيف الرمحي الى أن المشكلة تعود إلى عام 2005 عندما رفضت وزارة السياحة وقتها مشاركة الاهالي او حتى اطلاعهم على خرائط المشروع .. وابدى عبد الله تخوف ملاك الفلج من نقصان المياه نتيجة التوسع في استخدامها بالمشروع واكد عبد الله ان الوزارة وقتها اغلقت الموضوع تماما ثم فوجئنا بها ببدء تنفيذ المشروع التطوير متجاهلة الاهالي وملاك الفلج تماما وعدد الملاك 158 شخصا في الفلج وأي مشروع للتطوير يجب أن يراعي هؤلاء الملاك ويحد من معاناة سكان المنطقة المحيطة بالفلج ويراعي العادات والتقاليد العمانية مشيرا إلى ان عدم حل المشكلة طوال السنوات الماضية دفعهم إلى تقديم شكاوى إلى جهات متعددة.
التدخل في نظام الفلج
واعرب شيخان بن سيف الرمحي وكيل فلج عين الكسفة عن اعتراضه على المساس بأنصبة الفلج الخاصة بهم أو التدخل في نظام عمل الفلج المتعارف عليه لان ذلك يشكل خطورة على الفلج وطالب بتجميل المنطقة لجذب السياح وفقا للتقاليد والعادات وطالب بتعيين 6 من رجال ونساء المنطقة كي يكونوا مرشدين للسياح والزوار وقال إن المنطقة في أمس الحاجة للتطوير حيث توجد بها المغسلة والمقبرة وهذا يتطلب تخطيطا وإعادة تطوير.
وقال حمود الرمحي: لقد بلغنا من العمر 80 عاما ولم نعين في وظائف حكومية بل نعمل طوال حياتنا في مزارعنا التي تعتمد على مياه الفلج وإذا تأثرت هذه المياه تأثر رزقنا وأضاف: إننا نتطلع إلى مشروع شامل وواسع ومتكامل لتطوير المنطقة ونرجو وضع تصورات وطرحها على الأهالي لطمأنتهم نظرا لكثرة التخوفات التي عايشوها في الفترات الماضية وأشار إلى انه لم يدخل وزارة الأوقاف ريال واحد منذ 8 سنوات ولو تم استغلال هذا الوقف كاستثمار فإنه كان سيحقق عائدا جيدا.
وأكد الدكتور سالم بن مبارك الرواحي مدير إدارة الأوقاف والشؤون الدينية بمحافظة جنوب الباطنة على مطالب الأهالي من حيث الحصول على التعويضات اللازمة في حالة نزع الملكية أسوة بما حدث بعين الثواره بولاية نخل.
وردا على الأسئلة والاستفسارات أجاب معالي وزير السياحة أن زيارته تأتي بناء على الاهتمام السامي بهذا الموضوع مشيرا الى انه اطلع على جميع الخلفيات لهذا المشروع طوال عام كامل في دراسة .. وهناك اهتمام بهذا الموضوع على اعلى مستوى، والمشروع يقع في المنطقة القريبة من العين ولا نقبل بتشغيل مشروع سياحي ليس له فائدة وعائد مادي لأهالي المنطقة المحيطة بالعين، واوضح معاليه أنه لن يتم المساس بأي حصة من املاك العين إلا بعد موافقة الاهالي، وان هناك الكثير من العيون على مستوى العالم لا يدخل إليها من شاء وهناك تنظيم واضح لتلك الأماكن السياحية لحمايتها.
واوضح بان هناك اراضي سوف تنزع وهي الاراضي القريبة من مشروع تطوير عين الكسفة ولن نقوم بإنشاء مشروع يتعارض مع قيم وعادات المنطقة .. لا ضرر ولا ضرار، والتطوير سوف يتم بالتوافق وبعد عرضه على أهالي المنطقة.
وقال معاليه انه لم يأت إلى ولاية الرستاق لفرض شيء على احد وكل ما في الأمر أن هناك مشكلة في العين تتطلب تطويرها وتفادي السلبيات الحالية على أن يكون التطوير لصالح ابناء المنطقة ولن نقبل بتشغيل مشروع سياحي ليس فيه الخير لاهالي المنطقة وهذه رسالة توجيه من المقام السامي وأوضح معاليه انه لا معنى لانفاق أموال على استشارات وتصاميم ثم لا تجد الرضى والقبول منكم.
وطلب معالي الوزير من الأهالي تكوين شركة أهليه تقوم بعملية تطوير وتنفيذ المشروعات السياحية والوزارة على استعداد لدعم هذه الشركة بالتدريب، واوضح معاليه ان التخوفات من نقصان المياه والتأثير على الحصص والأنصبة لا مجال له وإذا كان للمشروع من المياه فلا نأخذ إلا حصتنا وقال معاليه ان المخصصات المالية والميزانية متوفرة لتنفيذ مشروع التطوير فقط ما ينقصنا التوافق والإرادة.
محافظ جنوب الباطنة:
إقامة فندق يساعد على إنعاش السياحة
وفي تصريح خاص لـ «عمان» أكد سعادة الشيخ محافظ جنوب الباطنة هلال بن سعيد بن حمدان الحجري ان مشروع تطوير عين الكسفة تم الانتهاء من اجزاء منه منذ 7 سنوات ولكن ما زالت عملية التشغيل تواجه بعض المعوقات حيث لدى الاهالي استفسارات حول مسألة الفلج ونظامه وكذلك بعض التحفظات من قبل الاهالي في منطقة العين واضاف سعادته ان اللقاء مع معالي وزير السياحة كان شفافا وساده الكثير من الصراحة واستمع معاليه الى وجهات نظر المواطنين ونتمنى ان تستفيد وزارة السياحة من هذا المشروع ونتمنى كذلك ان يرى المشروع النور بشكل افضل، خاصة بعد تشكيل لجنة من ابناء قرية عيني للتواصل مع وزارة السياحة، ومن جهتها سوف توافي الوزارة الاهالي بالتطورات التي سوف تحصل في المشروع اولا بأول. وما اثلج الصدر في هذا اللقاء توجه وزارة السياحة الى تشغيل حصن الحزم وقلعة الرستاق امام السياح في نوفمبر القادم، وتطوير عين الثوارة بولاية نخل وكذلك قرية وكان في ولاية نخل ونتمنى ان يكون للمواطنين دور في تشغيل مثل هذه الاماكن وتكوين شركات محلية لهذا الغرض وهناك مطلب من قبلنا ومن اهالي ولاية الرستاق هو وجود فندق كبقية الفنادق بمحافظة مسندم ومحافظة جنوب الشرقية بولاية مصيره على سبيل المثال حيث ان الرستاق هي مركز المحافظة وتحتاج تلك الخدمات لجذب الزوار والسياح.
افتتاح حصن الحزم
وقلعة الرستاق في نوفمبر
قام معالي احمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة بزيارة تفقدية لمشروع حصن الحزم والذي تجرى فيه حاليا عملية ترميم ومن المقرر افتتاحه في نوفمبر القادم بعد أن تم إغلاق الجزء المتصدع نتيجة الأشجار وتأمين سلامة الحصن كما قام معاليه بزيارة إلى قلعة الرستاق التاريخية والتي تجرى فيها بعض عمليات الترميم ومن المقرر افتتاحها في نوفمبر القادم لتتواكب هذه الافتتاحات مع احتفالات السلطنة بالعيد الوطني.