الاثار العربية

أربيل..آخر التطورات عن المواقع الأثرية والاكتشافات الجديدة

أربيل مدينة تعود حضارتها الى عصور ما قبل الميلاد وهي باقية كالجبل العالي صامدة من أجل الحفاظ على أصالتها وقلعتها الشامخة ومنارتها العريقة فهما من معالمها المتميزة حيث يفتخر ابناؤها بوجودهما وهما علامة تتميز بها أربيل عن بقية المحافظات العراقية الأخرى.. والمدينة تشهد تطورات يومية وتكتشف فيها مواقع اثرية جديدة يوماً بعد يوم.
(الاتحاد) زارت مديرية آثار اربيل والتقت مديرها الجديد وأجرت هذا اللقاء معه للحديث عن آخر التطورات عن المواقع الأثرية والاكتشافات الجديدة ، مدير آثار أربيل السيد (نادر بابكر محمد) تحدث الينا ، قائلاً:
منذ مدة شهر واحد تقريبا تسلمت مهمة مدير آثار اربيل ، بالنسبة لاعمال ونشاطات المديرية، لدينا خطط عمل جديدة ومهمة في المستقبل كي نتمكن من تطوير الاثار والتراث وحمايتهما وضمن برنامجنا للسنة القادمة (2014) لمدينة اربيل عاصمة إقليم كردستان والتي اصبحت عاصمة للسياحة العربية هناك العديد من المشاريع المستقبلية للتنقيب عن الآثار وحفظها ونثمن دور السيد (نوزاد هادي) محافظ اربيل لدعمه المتواصل لهذه المدينة في مجال العمران والخدمات ، واما عن قطاع الاثار فكما تعرفون ان مدينة اربيل هي مدينة اثرية بقلعتها ومنارتها وكذلك فيها العديد من الاماكن الاثرية فحسب المسح الاثري الذي اجري للمدينة وضواحيها من قبل المختصين في مجال الاثار ، هناك مواقع اثرية كثيرة في اطراف اربيل ففي كل كيلومتر مربع يوجد موقع أثري.
ويضيف قائلاً: لذا علينا ان نعمل اكثر ، فالمفوضية العليا لقلعة اربيل التي قامت بالبحث والتنقيب عن الاثار منذ اكثر من خمسة اشهر وبالتعاون مع مديريات الاثار في المديرية العامة للاثار والجامعة ومديرية اثار اربيل واعضاء في تنقيب الاثار ومع واحد واثنين من الخبراء الاجانب ومن جراء هذه التنقيبات تم العثور على مجموعة من القطع الاثرية مع ظهور سور من (خشت/ طابوق طيني) من تحت البيوت التي بنيت فوق القلعة ولا يجوز التنقيب لجميع اطراف القلعة بل نقوم باخذ العينات او تحديد بعض الاماكن الخالية من البيوت في القلعة حيث تم تحديد بعض المواقع ووضعت لها خطط لمدة خمس سنوات وقام السيد محافظ اربيل بتخصيص ميزانية لهذه الاعمال التنقيبية وسوف تستمر للفترة المحددة ومن المحتمل ان يكتشف لنا صفحات أخرى مجهولة من مدينة اربيل ، وجواباً على سؤال وجهناه الى السيد مدير اثار اربيل حول إمكانية ان تصبح مدينة اربيل كمدينة (أثينا) اليونانية لكثرة وجود المواقع الاثرية..؟ قال: في المستقبل وبحسب الزيارات التي قمنا بها الى العديد من الدول ومشاهداتنا للكثير من المعالم علينا ان نضع خططا وبرامج نوعية لهذا العمل كي يتم التواصل حول البحث والتنقيبات للعثور على المواقع غير المكتشفة ، كاليونان مثلا، عندما نريد ان نبني بناية بينما تحتها اثار ولكن كيف نبني ونحتفظ بالاثار في ان واحد ، وكما رأيت في اليونان ففي مسار المترو ثمة اثار على شكل مجاري الماء ممتدة في البواري المصنوعة من الفخار احتفظ بها في متحف زجاجي ويعطي للمارة مشاهدة رائعة وكما واننا لا نستطيع ان نوقف مسيرة التقدم بسبب وجود المواقع الاثرية ولكن يجب ان نعالج هذا بطرق علمية ودراسة عميقة.
مقاييس وضوابط

واستمر في حديثه قائلاً: وحين إنشاء السدود والمعامل فان الامر يتطلب معالجة الاثار من قبل المختصين واذا كانت هذه الاثار قابلة للنقل او الانقاذ ، فيجب أن يتم ذلك مع جمع المعلومات والديكومنتات والاحتفاظ بها ، وحول وجود خطط جديدة قال السيد مدير اثار اربيل ، قائلاً: نعم لدينا خطط بإجراء مسح السدود التي تنشأ ونجري التنقيبات.
وهل لكم ان تشيروا الى الاماكن الاثرية في اقليم كردستان التي دخلت في قائمة منظمة (اليونسكو) العالمية التي تعنى بالاثار في العالم..؟ كان هذا سؤال آخر أجاب عنه ، قائلاً: بالنسبة للمواقع العالمية التي تدخل القائمة لمنظمة اليونسكو هناك بعض المقاييس والضوابط لا بد ان توجد في المواقع الاثرية التي تدخل القائمة ففي حال توفر هذه المعايير سوف يتم ادراجها في القائمة العالمية للاثار، وحاليا قلعة اربيل مدرجة في القائمة المؤقتة لمنظمة اليونسكو وهي مرشحة للدخول الى القائمة ويتم العمل بصددها ومع ادراج ثلاثة احياء قديمة حول القلعة في القائمة نفسها.
في الوعي الآثاري
وحول دعم حكومة إقليم كردستان والحكومة الفدرالية..؟ أجابنا السيد مدير آثار اربيل قائلاً: نحن كمديرية للاثار تابعون للمديرية العامة للاثار وهي تابعة لوزارة البلديات والمصايف لاقليم كردستان ونستلم الميزانية من حكومة الاقليم ولم نستلم اي دعم من الحكومة العراقية لحد الان ، وسبق ان اقترحت مع المديرية العامة للاثار كي نجلس ونتحاور لنحدد الية العمل وان نتعاون مع البعض لان الاثار ملك القوميات والانسانية معاً وليس ملكاً للاشخاص بل هي للجميع ولكن المسؤولية تقع على عاتقنا لأننا أصحاب هذه الآثار ولحد الان لم نجد أية مساعدة وهناك علاقات ولكنها ليست بالمستوى المطلوب وعن تعليمات المديرية لحماية الآثار ، قال: انا شخصيا اقترحت من الناحية الاعلامية ان نقوم ببث الوعي الآثاري بين المواطنين فعليهم ان يشعروا بأن الاثار هي ملكهم ، لذا علينا جميعا ان نتعاون مع البعض للحفاظ عليها ، والاجهزة الامنية تعمل بشكل دؤوب لرصد اية مخالفات والعبث بالاثار من قبل المخالفين ، وهناك في بعض الاحيان اثناء الحفريات لبناء الدور السكنية وغيرها، يتم العثور على قطع اثرية لذا عليهم اعلامنا كي نقوم بالواجب وكما ان جميع التلال التي تم اكتشافها محفوظة ومحاطة بالسياج لمنع المتجاوزين .
واستمر في حديثه قائلاً: هناك بعض الاشكاليات التي تواجهنا في بعض الاماكن التي فيها قبور ونحن ندرس تلك الاماكن بعناية تامة مع دائرة الاوقاف عندما نعمل فيها ، ونحن مستمرون في عملنا وواجبنا بشكل متواصل من اجل بناء افضل ومدينة اجمل من الناحية الآثارية والحضارية .

الاقسام

اعلانات