تعرض مسجد المؤيد شيخ للسرقة يوم الأحد الماضي ؛ حيث سرقت حشوات الباب الخشبية المطعمة بالنقوش الفضية والذهبية ومنقوش عليها اسم السلطان حسن.
وقال سامح الزهار الباحث الأثري أن بوابة المسجد اشتراها الأمير المملوكي المؤيد شيخ من السلطان حسن كواجهة لمسجده ، وتعد من أهم أيقونات العمائر الدينية في مصر وقد نقش على الباب اسم السلطان حسن.
تمت سرقة ثلاث حشوات من قبل من الباب الخارجي لمسجد المؤيد شيخ، ومؤخرا جرى سرقة ست حشوات منه.
وأضاف الزهار : لا يمكن أن نكتفي في حراسة آثارنا بوردية واحدة تنتهي ليبدأ اللصوص عملهم على تراثنا، ويجب تكثيف الحراسة خاصة أننا نمر بفوضى أمنية شاملة بعد الثورة تسببت من قبل في سرقة منبر بالكامل من مسجد قانيباي الرماح وهي مسئولية وزارة الأوقاف والداخلية بدون شك، لأن مفتشي الآثار الذين يمتلكون حق الضبطية القضائية للمشتبه فيهم بموجب القانون المعدل في 2010 لحماية الآثار، ليست معهم القوة الكافية لتفعيل الضبطية .
وأشار الزهار في مداخلته لإذاعة البرنامج الثقافي مساء امس إلى أن مصر فقدت أيضا مقابض من مجموعة قلاوون وبرقوق وحشوات مسجد داود باشا ونوافذه وجرت سرقات بقبة الغوري.
جدير بالذكر أن المؤيد شيخ أحد مماليك الأمير برقوق ، ويقع مسجده بشارع المعز لدين الله الفاطمي ملاصقا لباب زويلة، ويقال أن هذا المكان كان مقرا لسجن المجرمين، وكانت هناك وشاية بالأمير المؤيد تسببت في طرحه بذلك السجن فدعا ربه لإن فك كربته ليبني في محله هذا مسجد وقد كان . وقد صار المؤيد شيخ أحد حكام مصر فيما بعد . وقد تم الانتهاء من إنشاء المسجد في 1421 م ، ويعد من أجمل وأضخم المساجد الجامعة بالقاهرة .
وكان لمجموعة “المؤيد شيخ” ثلاثة مآذن، اثنان فوق باب زويلة واللتان تشكلان الآن أبرز معالم البوابة، ومئذنة ثالثة مختلفة الشكل قرب المدخل الغربي ولكنها اختفت في القرن التاسع عشر.
وقد ظل المسجد قائما حتي قيام الدولة العثمانية، وأثناء ولاية أحمد باشا كان هناك مجموعة من الخارجة عن الحكم احتمت بالمسجد، فأمر الوالي بضربهم بالمدفعية ونتج عن ذلك أن تهدم ثلاثة أروقة من المسجد.
ومؤخرا قامت وزارة الثقافة بترميم المسجد وإعداده للزيارة السياحية بتكلفة 12 مليون جنيه في إطار المشروع القومي لإنقاذ آثار القاهرة التاريخية. وقد استغرق ترميم المسجد 6 سنوات وتضمن ترميم الأجزاء الأصلية خاصة إيوان القبلة والمداخل والقباب والمدرسة بالإضافة الي احياء العناصر المندثرة من المسجد وفي مقدمتها بناء الايوانات الثلاثة المكملة للجامع. وتم افتتاحه بعد تجديده في يوليو 2007.
