داخل المقبرة، حيث قال وقتها ‘‘إنني أرى أعاجيب من الكنوز’’، وفى الحجرة الأمامية، والتي بها أيضا حجرة جانبية، يوجد باقي الأثاث الجنائزي، لثلاث أسر جنائزية وعجلات حربية، بالإضافة إلى أساسه الجنائزي، حيث كان المصري القديم تُدفن معه كل متعلقاته الشخصية، اعتقادا منهم أنه سيستخدمها في الحياة الأخرى، أي أن قضية الإرث كانت غير واردة.
تُقام احتفالات سنوية بالأقصر، بمناسبة اكتشاف المقبرة، في الرابع من نوفمبر، حيث تشمل احتفالية هذا العام، افتتاح عدد من المعابد والمقابر الأثرية، بعد ترميمها وتطويرها، بالتعاون بين وزارة الآثار وعدد من البعثات الأجنبية العاملة بالأقصر.
تولى توت عنخ آمون الحكم، وهو في التاسعة من عمرة، وأسمه يعنى ‘‘الميلاد’’، وكذلك يعنى ‘‘الصورة الحية للإله آمون’’، وباللغة الهيروغليفية ‘‘نبخ برو رع’’، والتي تعنى ‘‘سيد إشراقات رع’’، وتولى الحكم لمدة 9 سنوات، في الفترة من 1349 إلى 1358 ق.م، وهو من ملوك الأسرة الثامنة عشر، وتزوج من ‘‘عنخ آس أن با أتون’’، أي التي تعيش من أجل الإله آتون، وتوفى وهو في الثامنة عشر من العمر.
وعلى الرغم من أن دمه نصف ملكي، حيث كانت والدته إحدى محظيات البلاط الملكي، ووالده الملك ‘‘اخناتون’’، وأنه أعاد لكهنة ‘‘آمون’’ سطوتهم في طيبة، بعد أن هزت أركانها دعوة ‘‘إخناتون’’ بتوحيد آلهة مصر القديمة المتعددة، بما فيها الإله آمون، في شكل الإله الواحد ‘‘آتون’’، إلا أن اسمه لم يذكر في قائمة ملوك الفراعنة بمعبد ‘‘أبيدوس’’.
أشرف عجمي، مرشد سياحي، قال إن الدراسات الطبية أثبتت أن وفاة الفرعون الصغير، تعود إلى إصابته بمرض الملاريا، في حين أشارت المرشدة السياحية، داليا أبو بكر، إلى أن وفاته كانت بسبب إصابته بغرغرينا، نتيجة إصابته في إحدى المعارك، ولذلك أثناء حياته، تم بتر عقلة بساقه اليسرى، أما زاهي حواس، أمين عام المجلس الأعلى للآثار الأسبق، كان قد أكد أن النتائج التحليلية، كشفت أن الأمراض الجينية والوراثية للملك، لعبت دورا في وفاته، حيث كان يعانى من خلل جيني متوارث في العائلة، وكان هناك ضعف وأمراض بتلك المومياء، ومشاكل بالقلب والأوعية الدموية.
تزامنًا مع ذكرى اكتشاف المقبرة، وجهت دراسة حديثة أجراها الخبير الأثري، الدكتور أحمد صالح، مدير عام آثار أبو سمبل، أصابع الإتهام للقائد العسكري ‘‘حور محب’’ في اغتيال الملك توت عنخ آمون أثناء نومه، معضدا ذلك بالأحداث والدلائل، التي تؤكد أن حور محب، هو الوحيد المستفيد من اختفاء العائلة الآتونية كلها، حيث بدأ في محو ديانة آتون وإخناتون.
أكد «صالح» في تصريحات صحفية، الجمعة، أنه في الذكرى الـ91 لاكتشاف المقبرة توت عنخ آمون في 4 نوفمبر 1922، لا تزال هناك أسرار لم تُكشف بعد عن الملك الصغير، مشيرا إلى أنه أعد دراسة كاملة بعنوان ‘‘رؤية جديدة في حياة وموت الملك توت عنخ آمون’’، سوف تنشر قريبا في كتاب عن الغموض الذي حدث في عصر الملك.
بسام الشماع، كاتب المصريات المعروف، كشف عن مجموعة من عجائب وغرائب مقبرة الفرعون الشاب، في الذكرى الحادية والتسعين لاكتشافها، وقال، في تصريحات صحفية مؤخرًا، إن من أبرز تلك الغرائب، ما أشيع حول ‘‘لعنة الفراعنة’’، التي صاحبت اكتشاف المقبرة، ووفاة جورج هيربيرت الملقب باللورد ‘‘كارنارفون’’، الذي قام بتمويل أربعة مواسم تنقيب لهوارد كارتر، مكتشف المقبرة، بعد ستة أشهر فقط من اكتشافها، ما أثار ضجة إعلامية كبيرة في العالم، ووصفها بعض المغامرين بأنها لعنة توت عنخ آمون.
لفت الشماع، إلى أنه من بين الغرائب المحيطة بهذا الفرعون المثير للجدل، النفيران (البوق البرونزي والفضي) الخاصان به، وأن محاولة للعزف عليه أمام الملك فاروق فشلت جراء إصابة النفير بعطب، حتى جاء ركس كتنج، أحد رواد الراديو في إنجلترا عام 1939 ليقنع مسئولي المتحف المصري بالعزف على النفيرين في المتحف ليستمع إليهما عدد تقديري من المستمعين قد يصل إلى 150 مليون مستمع، على إذاعة (بي بي سي).
أوضح كاتب المصريات أيضًا، أنه أثناء اقتحام وسرقة المتحف المصري بالتحرير في 28 يناير 2011، والذي لم يتم كشف ملابساته حتى الآن، تمت سرقة نفير (بوق) توت عنخ آمون البرونزي المذهب من الدور العلوي بالمتحف، ولم يسرق البوق الفضي لأنه كان في رحلة متحفية بالخارج، وتمت استعادة البوق المسروق في ظروف غاية في الغرابة والغموض، حيث عثر عليه في حقيبة مع ثلاث قطع مسروقة أخرى بمحطة مترو أنفاق القاهرة.
طالب الشماع وزارة التربية والتعليم ووسائل الإعلام المختلفة بتصحيح اسم الملك الشاب في الكتب الدراسية من توت عنخ آمون إلى ‘‘توت عنخ إمن’’، لأنها التسمية الهيروغليفية الصحيحة.