الاثار العربية

مهازل ونكبات تتعرض لها الآثار المصرية

72013693837

في غمرة الأحداث السياسية وزخمها، لا يمكننا نسيان الآثار التي تعاني من الإهمال والهدم والضياع، “محيط” تحدث مع القائمين على “حركة ثوار الآثار” التي ترصد بالصور والفيديو مظاهر الإهمال في عدة مواقع أثرية.
اختفاء جامع الفرنساوي!
تحدثنا مع انتصار غريب منسق حركة ثوار الآثار، التي رصدت الإهمال في جامع سليمان باشا الفرنساوي الواقع في منطقة المنيل، قائلة أن الجامع اختفى، تبقى فقط رأس المأذنة وهي حديثة تم ترميمها مؤخراً، أما البدن الأثري فغير موجود، لافتة إلى ان الجامع بجواره “فرن” زحف عليه ومن ثم تسبب في اختفاء الجامع.
أيضاً في قبة سليمان باشا هناك تخريب، فالقبة تحفة معمارية غير مكررة، والقبة لضريح زوجته تكاد ان تسقط وتحيطها كمية كبيرة من القمامة، وهي مهددة بالسقوط، لافتة إلى ان القبة مغلقة ولا نعرف إن كانت الزخارف التي بداخلها والتحف المعمارية سُرقت أم لا.
وسليمان باشا الفرنساوي، ولد عام 1788 في مدينة ليون بفرنسا ونزح إلى مصر مع الحملة الفرنسية وبقي بها واعتنق الإسلام، وكان القائد العام للجيش المصري في عهد الخديوي عباس.
عهد إليه محمد علي بمهمة تكوين النواة الأولى من الضباط الذين سوف يعاونونه على تدرب الجنود المصريين فاختار له 500 من خاصة مماليكه ليبدأ بهم واختار له أسوان لتكون معسكراً لهذه المهمة بعيداً عن مؤامرات الجيش المختلط ومقاومتهم لكل جديد، وعينه محمد علي قائداً للجيش.
تزوجت كريمته من محمد شريف باشا (رئيس وزراء مصر لعدة مرات) وأنجب منها فتاة تزوجت عبد الرحيم صبري باشا (وزير الزراعة) وأثمر هذا الزواج عن ملكة مصر السابقة نازلي صبري أو الملكة نازلي زوجة الملك أحمد فؤاد وأم الملك فاروق آخر ملوك مصر.
تقديرا من المصريين لهذا الرجل الذي يرجع إليه الفضل في بناء أول جيش مصري أقاموا له تمثالا في الميدان المسمى باسمه وأطلقوا اسمه على أحد شوارع القاهرة فلما قامت ثورة يوليو 1952 أطاحت بالتمثال وألقت به في ساحة المتحف الحربي، ونزعت اسمه من الميدان والشارع وأطلقت عليه اسم “طلعت حرب”.
كنيسة مار جرجس
هذه الكنيسة التابعة للروم الأرثوذوكس والمبنية على أطلال حصن بابليون تتم بها جريمة بشعة كما تقول غريب بحجة الترميم، فقد قامت شركة المقاولين العرب بعمل “سفع للرمال” أي صنفرة، وهي عملية خاطئة في الترميم تخرج الأثر عن أصالته وأثريته، ولفتت انتصار غريب إلى أن الترميم فن وعلم لا يصلح لشركة مقاولات أن تقوم به.
وكنيسة مار جرجس تعود للقرن التاسع الميلادي والبعض يرى تاريخها بالقرن الثامن الميلادي ويرجع بنائها بعد الفتح العربي الاسلامى لمصر وسميت بالمعلقة لبنائها على برجين من أبراج الحصن الروماني.
عمود السواري
عمود السواري بالأسكندرية أحيط بالنباتات العشوائية، وكادت الأحجار أن تتآكل وتضيع تفاصيله ونقوشه، لأن الطبيعة تساعد على تآكله فضلاً عن عدم الاهتمام به، كذلك مقابر السرابيوم تحتاج إلى عناية وصيانة.
يذكر أن عمود السواري من أهم المناطق الأثرية في عروس البحر المتوسط. يزن هذا العمود نحو 500 طن ومعلق أعلي بئر ودهليز وأتوا به من أسوان ويرجع للعصر الروماني. حيث أقيم عمود السواري تكريما لأكبر إمبراطور روماني دقليديانوس الذي أمد المدينة بالقمح.
لم تقتصر مشكلات الاسكندرية على عمود السواري فقط، بل رصدت الحركة بيع أحد قصور أميرات محمد علي لأحد الاثرياء، والقصر بجوار المسرح الروماني بالإسكندرية ولم يسجل كأثر رغم كونه تحفة معمارية، وأكدت انتصار غريب أن هناك آثار إسلامية كثيرة مهملة ومهددة بالاندثار في الاسكندرية.
أيضاً متحف اسكندرية القومى – تواصل غريب – لا علاقة له بالاسكندرية بل هو مجرد تجميع للمتحف المصرى و القبطى و الإسلامى، وبه قطع غير أصلية ومقلدة.
وانتقدت انتصار وزارة الآثار ووزيرها، قائلة ان الوزير هو مسمى وهمي غير موجود فهو لا يهتم بمشكلات الآثار، أو البلاغات التي يتم رفعها إليه، لافتة إلى أنها تعرض لمشكلات الآثار في الفضائيات وشبكات التواصل الاجتماعي وغيرها، وتتساءل أين اللجان الأثرية، ومفتشي الآثار ورؤساء المناطق.
وانتقدت أن تستغل الآثار كمسارح، أو قاعة للندوات أو ورشة لأن هذا يقلل فرص الأثر في البقاء لأطول فترة على سطح الأرض، مؤكدة أن هناك تعمد لانهيار الأثر، وتشويه له عن عمد خاصة الآثار الإسلامية.
اما فيما يتعلق بالآثار المصرية القديمة فهناك سرقة واحتلال للمقابر، لافتة إلى أن الصعيد به مشكلات كثيرة تتعلق بالتعدي على الآثار، راوية كيف ان الوزارة في عهد الوزير السابق رفضت أن ترسل بعثة تأمينية لأحد الزملاء في الصعيد للدفاع عن آثار هناك.
أيضاً في غرب أسوان قام الزملاء بحماية 5 مقابر وكانوا سيقتلون من اللصوص، واستغاثوا بالأمن ولم ينجدهم أحد.
معبد أوزوريس بأبيدوس
كشفت حركة ثوار الآثار أن المعبد يغرق فى المياه الجوفية منذ أكثر من 50 سنة، ولم تفلح وزارة الآثار أو أي من الجامعات المصرية في معالجة مشكلة المياه الجوفية التي أهلكت المعبد وتكاد أن تدمره، وكانت السبب في انصراف السائحين عنه، بل أصبح مرتعاً للحشرات والقاذورات. ويتساءل الأثريون لماذا  لا تستعين وزارة الآثار باليونسكو لإنقاذ المعبد؟.
أبيدوس هي مدينة بغرب البلينا سوهاج وقد كانت أحد المدن القديمة بمصر العليا يجمع معظم العلماء على أنها عاصمة مصر الأولى في نهاية عصر ما قبل الأسر، ويرجع تاريخها الي 5 آلاف سنة.
تقع بين أسيوط والأقصر بالقرب من قنا. وكانت مدينة مقدسة. كانت المركز الرئيسي لعبادة الإله أوزوريس. وكان يحج إليها قدماء المصريين ليبكوا الإله أوزوريس.
مدينة تل بسطة
هي مدينة بالزقازيق بجوار كلية الزراعة القديمة، وتعد أقدم مدن مصر،وخط الدفاع الاول لمصر من البوابة الشرقية،بني معظمها من الطين الطفلي،تحولت إلى مقبرة للآثار تأكلها عوامل التعرية، وهي معدومة الحراسة وبنيت بجوارها عقارات تصب صرفها الصحي بالمدينة الأثرية!.
وتعد من أشهر المواقع الأثرية في محافظة الشرقية، يقع التل في إطار مدينة الزقازيق الحالية. كانت المدينة تعرف في النصوص المصرية باسم “بر باستت”، أي: “مقر الإلهة باستت” على اعتبار أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة الإلهة “باستت” التي رمز لها بالقطة.
حمام الطنبلى
هو أحدث الآثار المهدمة بباب الشعرية، وهو حمام أثرى وقعت عليه عمارة قديمة فهدمته، يعود للعصر العثماني، وهو حمام كبير خاص بالرجال.

الاقسام

اعلانات