السياحة بالعالم

تركيا والإمارات وماليزيا وجهات سياحية تستهوي الجزائريين في الشتاء

39

يظهر أن ثقافة الاستمتاع بالعطل خارج الوطن لدى الجزائريين تتزايد من سنة لأخرى ولم تعد الظاهرة خاصة بالعطلة الصيفية فقط، بل صارت العائلات بصفة خاصة تحرص على قضاء أيام راحة مع صغارها خلال عطلتهم الشتوية

 بدول أصبحت وجهات سياسية متداولة بكثرة مثل تونس وتركيا على وجه الخصوص،

وذلك ما وقفنا عليه خلال استطلاع آراء وكالات السفر.

وجهتنا الأولى كانت نحو إحدى الوكالات التابعة للنادي السياحي الجزائري التي تقع وسط الجزائر العاصمة، حيث التقينا بالسيدة “جميلة” التي رافقناها وتحدّثنا إليها وهي تقوم بحجز تذاكر سفرها نحو تركيا خلال عطلة الشتاء ، قالت أنها خاصة بها وبزوجها وكذا أطفالها الثلاثة، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و 12 سنة. علما أن ما تراءى لنا ونحن نتحدث إلى هذه السيدة أنها تنتمي إلى طبقة “المرتاحين ماديا”، خاصة وأنها تحرص كل الحرص على عدم تفويت أية فرصة للاستمتاع بالسفر  إلى أجمل الأماكن خارج الوطن رفقة عائلتها. وعن فكرة قضاء عطلة الشتاء خارج الوطن، ردت “جميلة” قائلة، أنه سبق لها أن سافرت منذ سنتين رفقة عائلتها إلى تركيا، حيث أعجب صغارها بالبلد والمرافق المخصصة للأطفال هنالك. وتضيف بما أننا مواظبين منذ سنوات على الاستمتاع بعطل الأطفال سواء الخاصة بالشتاء، الربيع أو الصيف، فضّلنا أن نقضي عطلة شتاء 2014 بتركيا، خاصة وأن وكالات النادي السياحي تعرض برنامجا ثريا لهذه الفترة. من جهته، أكد لنا المشرف على بيع التذاكر بنفس الوكالة، أن هناك طلبا لا بأس به من قبل العائلات الجزائرية التي ترغب في قضاء عطلة الشتاء المقبل رفقة أبنائها خارج الوطن. مؤكدا على أن تركيا من أكثر الوجهات طلبا سواء صيفا أو شتاء.

مراكز تركية للعلاج بمياه البحر

وخلافا للفترة الصيفية التي يكثر فيها الإقبال على شواطئ بحار كل من تونس وتركيا والمغرب، تلقى مراكز العلاج بمياه البحر والحمامات المعدنية المتواجدة بذات الدول، إقبالا ملحوظا من قبل عدد من العائلات التي ترغب الاستمتاع بعطلة الشتاء رفقة أبنائها، حيث أوضحت الآنسة فاطمة نوال مرهوم رئيسة وكالة “جاست إيزي ترافل”، أن طلبات الزبائن الخاصة بفصل الشتاء تتمحور بصفة خاصة حول تلك المراكز. مضيفة أن هناك فترتين لسفر الجزائريين خلال فصل الشتاء، أولها ممثلة في أواخر شهر ديسمبر، أين يحرص بعضهم على تمضية احتفال آخر السنة بمكان ما خارج الوطن، وعادة ما يكون الطلب كثيرا على أوروبا ودبي وماليزيا وتركيا، كما أن هناك فترة العطلة الشتوية، حيث عادة ما تفضّل بعض العائلات الجزائرية تمضيتها بمراكز إعادة اللياقة والعلاج بمياه البحر في بلدان مثل المغرب وتونس وتركيا. مشيرة إلى أنهم سجلوا منذ بداية شهر نوفمبر عددا لا بأس به من الطلبات على هذه الخدمات السياحية، وأن تركيا تبقى الوجهة الأكثر طلبا إلى جانب تونس.

ويظهر أن ثقافة قضاء العطلة خارج الوطن، والتي ترسّخت عند فئة من الجزائريين، ليست في استطاعة الجميع وإن رغبوا فيها. عن هذه الفكرة يقول السيد ملاح محمد ممثل وكالة “دام تور” للسياحة والأسفار، إن الجزائري صاحب الدخل البسيط لا يمكن أن يضمن عطلا مماثلة لأبنائه وأنه بمقتضى تعاملهم مع الزبائن كوكالة سفر، لاحظوا أن الطلبات تأتي عادة من قبل من يحتلون مراكز عمل مرموقة مثل الأطباء والمحامين. وأما عن الطلبات المسجلة لديهم للفترة المواتية لعطلة الشتاء، أضاف ملاح قائلا أنها تقلّ عن تلك المسجلة خلال الصيف بطبيعة الحال. موضحا أنهم يعمدون لبرمجة السفريات بطلب من العائلات، وأن الوجهات الأكثر إقبالا تبقى تركيا وبصفة أقل المغرب، نظرا لما حدث من مناوشات بينها وبين الجزائر مؤخرا .

تونس وجهة مفضّلة  رغم كل شيء

لاحظنا من خلال تردّدنا على عدد من الوكالات السياحية، أن تونس تبقى من الوجهات الأكثر طلبا بالنسبة للعائلات الجزائرية الراغبة في قضاء احتفالات آخر السنة أو العطلة الشتوية خارج الوطن. وعن ذلك قالت الآنسة أمينة أولمان مسؤولة البيع بوكالة “سوفي تور” بالجزائر العاصمة، أنه بحكم تجربتها مع الزبائن من عائلات أو أشخاص، تبقى تونس الوجهة التي يقرر الجزائري اختيارها في آخر لحظة رغم عدم استقرار الأوضاع بها. مرجعة السبب إلى قربها من الجزائر من جهة ومعقولية الأسعار المطلوبة بمنتجعاتها من جهة أخرى. مضيفة “أتوقع أن تقصدنا كثير من العائلات الراغبة في التوجه إلى تونس، سواء لتمضية عطلة أو احتفالات نهاية السنة. وقد أكدت ما ذهبت إليه الأغلبية التي تحدّثت لـ “الخبر” بأن تركيا هي الوجهة السياحية الأكثر طلبا، ناهيك عن بعض الدول الأسيوية، إلى جانب فرنسا، حيث تقول عادة ما تقصد العائلات فرنسا نزولا عند طلب أبنائها الراغبين في زيارة “ديزني لاند”. ويبقى أن نشير أن ثقافة الاستمتاع بالعطل الشتوية خارج الوطن وبمنتجعات خاصة في فصل الشتاء، تبقى وقفا على فئة معينة من الجزائريين، أي ذوي الدخل المادي المرتفع، لأن دخل الجزائري البسيط لا يمكّنه من تحقيق تلك الأحلام

الاقسام

اعلانات