المتاحف والمعارض

أقدم متحف روسي يحتفل بالذكرى السنوية الثلاثمائة

 

 

 

 

 

 

imageimageimageimage

 

أقدم متحف روسي يحتفل بالذكرى السنوية الثلاثمائة
11/12/2014 يكاتيرينا تشوبرونوفا, خاص لروسيا ما وراء العناوين
في هذا العام، سيكمل كونستكاميرا سان بطرسبورغ المشهور، أول متحف بُني في روسيا، عامه الثلاثمائة. قام موقع “روسيا ما وراء العناوين” بدراسة تاريخ مجموعة المتحف الفريدة وأعدّ لكم التقرير التالي عن آخر أخباره.

تُعد بداية تاريخ متحف كونستكاميرا مع سفر بطرس العظيم الطويل إلى الخارج، وتُعرف هذه الرحلة بـ”السفرَة العظيمة” (1697-1698). سافر بطرس العظيم، الذي أصبح قيصر روسيا في عام 1721، إلى أوروبا لدراسة بناء السفن. وتركت هذه الرحلة لديه انطباعات جميلة عن الحياة في أوروبا وثقافتها. وبالتحديد، أدهشته المتاحف التي كانت تظهر في القارة، وقرر إنشاء متحف خاص له.
أصدر بطرس قراراً بجلب كل شيء غريب إلى متحف كونستكاميرا الروسي. وكان من المفترض أن تُظهر المجموعة التنوع في العالم، إضافة إلى أسرار الطبيعة. في العام 1706، كتبت صحيفة de Trévoux الفرنسية أن الفكر والعلم يتحركان نحو الشمال، “حيث يحرص القيصر بطرس ألكسييفيتش على تنوير بلاده”.
ويعدّ عام 1714 تاريخ تأسيس أول متحف روسي. فقد تم، بناءً على قرار بطرس العظيم، إحضار كل الأشياء التي قام بجمعها خلال أسفاره في الخارج من موسكو إلى سان بطرسبورغ. في البداية، ومن أجل جذب الزوار، كان متحف كونستكاميرا يقدّم الهدايا والمتع. وسرعان ما أصبح المتحف مشهوراً، وتوجب على الزوار انتظار دورهم لشراء البطاقات.
نقل مجموعة بطرس إلى منزل
PhotoXpress Lori / Legion Media
كان الفرق الرئيس بين كونستكاميرا سان بطرسبورع ومتاحف كونستكاميرا الأوروبية، هو الغرض من إنشائها. فلقد تم تأسيس المتحف ليس بوصفه “مجموعة شخصية”، بل كمعهد تعليمي. فقد قال بطرس العظيم عن كونستكاميرا سان بطرسبورغ:” أريد أن يشاهد الناس ويتعلموا”.
بدأت متاحف كونستكاميرا تظهر في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كمجموعات للنوادر في قصور النبلاء الأوروبيين المثقفين. وكلمة ” كونستكاميرا” تعني غرفة الإبداعات غير الطبيعية، سواء كانت من صنع الإنسان أو الطبيعة. إضافة إلى الحيوانات المحنطة والمعادن والأصداف النادرة، كما تضم الغرفة أعمالاً فنية.
بدأت متاحف كونستكاميرا تظهر في القرنين السادس عشر والسابع عشر، كمجموعات للنوادر في قصور النبلاء الأوروبيين المثقفين. وكلمة ” كونستكاميرا” تعني غرفة الإبداعات غير الطبيعية، سواء كانت من صنع الإنسان أو الطبيعة. إضافة إلى الحيوانات المحنطة والمعادن والأصداف النادرة، كما تضم الغرفة أعمالاً فنية.
في القرن الثامن عشر، تم نقل المتحف إلى بناء يقع على الرأس الشرقي لجزيرة فاسيليفسكي. ووفقاً للأسطورة، فإن بطرس اختار المكان بنفسه بعد رؤيته شجرة صنوبر ذات شكل غير عادي. ويعدّ البناء البطرسي الباروكي، الذي أنشئ في ذلك المكان ولا يزال موجوداً إلى يومنا هذا، أحد رموز المدينة. وتم تتويج البناء السحري على شاطئ النيفا ببرج يعلوه يرمز للنظام الشمسي.
مجموعة المتحف
في السنوات الأولى من إنشائه، كان المتحف يضم مجموعة كونستكاميرا، جنباً إلى جنب مع نوادر الكتب والأجهزة والأدوات والأسلحة والعجائب الطبيعية، كما كان يضم معرض “الحياة”، وهم أطفال ولدوا بعيوب جسدية وعاشوا في كونستكاميرا وتلقوا دخلاً سنوياً مرتفعاً.
كما مرت سنوات تحول فيها متحف كونستكاميرا من مجموعة للغرائب والنوادر إلى مجموعة علمية حقيقية. فعندما قام بطرس بتأسيس الأكاديمية الروسية للعلوم في العام 1724، أصبح كونستكاميرا المعهد الأول لها. وبعد تحوله إلى متحف أكاديمي، ركّز متحف كونستكاميرا على جمع نوادر إثنوغرافية: ملابس وأدوات منزلية من شعوب مختلفة. ومنذ ذلك الحين، تم تخصيص جزء من المتحف للثقافات المحلية في أمريكا الشمالية وآسيا وأفريقيا.

PhotoXPress
لكن مجموعة “الغرائب” كانت على الدوام أكثر المجموعات شعبية عند الزوار. وهي مجموعة من النوادر التشريحية المحنطة بالكحول. وكان بطرس قد اشترى معظمها من بروفيسور تشريح هولندي هو فريدريك رويش. وكان رويش قد جمع هذه “الغرائب” على مدى عقود، ووافق على بيعها للقيصر الروسي، على أمل أن يحفظها بطرس للأجيال اللاحقة. الأجنة المشوهة استمرت في إدهاش الجمهور منذ القرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا.
كونستكاميرا اليوم
متحف كونستكاميرا الحديث، واحد من أكبر المتاحف الإثنوغرافية في العالم، والذي تتم فيه أبحاث علمية بشكل فاعل. ويحتوي المتحف على أكثر من مليون معروض، ويستمر في النمو على الدوام بفضل البعثات والحيازات الجديدة.
ينظم متحف كونستكاميرا حوالي 50 بعثة علمية إلى مناطق مختلفة في روسيا، وكذلك إلى آسيا وأفريقيا. وكل بعثة تثري المتحف بمعروضات جديدة. ويقول يوري تشيستوف إن متحف كونستكاميرا لم يعد “يتلاءم” مع البناء التاريخي. وتتباحث الإدارة حالياً مع سلطات المدينة من أجل إنشاء مستودع منفصل للمجموعة.
PhotoXpress متحف كونستكاميراPhotoXpress
ويُعرف هذا المتحف على نطاق واسع ببرامجه التعليمية ورحلاته الموضوعية المختلفة: من تاريخ الأزياء إلى الأنثروبولوجيا. حالياً، يوجد بضعة مواضيع عامة فقط متوفرة باللغات الأجنبية، لكن إدارة كونستكاميرا تعد بإضافة برامج أخرى للسياح الأجانب.
وفي هذا السياق، يقول يوري تشيستوف:” تثير مجموعاتنا اهتمام السياح الأجانب لأنها جُمعت قبل وقت طويل من المجموعات التي تُعرض حالياً في متاحف أوروبا. كل معروضاتنا الإثنوغرافية فريدة، لأنها لم تتأثر بالثقافة الأوروبية”.
وخلال مؤتمر صحفي مخصص للذكرى المئوية للمتحف، قال ميخائيل بيوتروفسكي، رئيس اتحاد متاحف روسيا:” إضافة إلى مئوية متحف كونستكاميرا، نحتفل اليوم بمرور ثلاثمائة عام على عَلَم المتاحف في روسيا. إنه أول متحف في بلدنا وأقدمها، وهو مَعلَم مهم للغاية، للدور الذي لعبه في تطوير متاحف أوروبا”.

 

 

 

الاقسام

اعلانات