المتاحف والمعارض

“المتحف الفلسطيني” يروي قصة انتزاع الأرض ومقاومة المحتل

image

 

رداد ثلجي القرالة
عمان- بينما يصر الاحتلال الإسرائيلي على اغتصاب الأرض والاستمرار بتنكيل الفلسطينيين، تواصل فئات من الشعب هناك نضالها من أجل التحرر عبر كل الوسائل المتاحة.
حفظ التاريخ الفلسطيني واحد من أساليب المقاومة الناجحة في إثبات الحق؛ ومن هذا المنطلق يقول مدير المتحف الفلسطيني جاك برسكيان “إن إنشاء المتحف في منطقة بير زيت في إحدى ضواحي رام الله يعد أحد أنواع المقاومة والتحدي التي يواجهها الشعب الفلسطيني للاحتلال الاسرائيلي”.
ويبين برسكيان في مقابلة مع “الغد”، أن هنالك تحديات ومعوقات واجهت إنشاء وعمل المتحف الفلسطيني من قبل الاحتلال، إلا أننا مصرون على مقاومته من خلال توسيع عمل المتحف الذي يسرد القصة الفلسطينية بمرارتها ومقاومتها للكيان الصهيوني.
وأوضح برسكيان أن فكرة إنشاء المتحف تهدف لمخاطبة فلسطينيي الشتات وسرد القصة الفلسطينية وما عاناه الشعب الفلسطيني من قمع واستباحة واحتلال واغتصاب للأرض.
ويؤكد برسكيان أن إدارة المتحف اتفقت مع شريك أردني لإقامة متحف فلسطيني في الأردن مبدئية لنشر فروع المتحف في باقي دول العالم.
ويقول “سيقوم المتحف خلال الفترة المقبلة على إنشاء مراكز له في مناطق تواجد فلسطينيي الشتات من خلال شركاء في تلك البلدان”.
ويشير برسكيان إلى أن إدارة المتحف في طور تسجيله في منظمات دولية لحمايته من اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي، مبينا أن “إسرائيل” استباحت دماء مواطنين عزل، فكيف لها أن لا تستبيح مكانا أو متحفا يحكي القصة الفلسطينية للعالم.
ويضيف برسكيان أن المتحف الفلسطيني سيكون عابرا للحدود وسيستهدف فلسطينيي الشتات في العالم بشكل يدخل القصة الفلسطينية لكل بيت فلسطيني في الخارج.
وبين برسكيان أن من أهم التحديات والمعوقات التي تواجه عمل المتحف هي عدم وجود خبرات كافية، ما أدى الى سعي الإدارة إلى استقطاب خبرات فلسطينية من الخارج، إلا أن الحصول على “فيزا” لدخول فلسطينيين حالت دون وجود خبرات.
وقال برسكيان “إن فكرة انشاء المتحف الفلسطيني جاءت في العام 1997، وقرر أعضاء مجلس أمناء مؤسسة التعاون إنشاء متحف على أرض فلسطين تخليدا للذكرى الخمسين للنكبة؛ إذ أرادوا من هذا المتحف أن يحفظ الذاكرة الانسانية للشعب الفلسطيني وأن يوثق نكبة العام 1948 التي شكلت نقطة تحول في تاريخ فلسطين وأن يسجل تداعياتها والقصص المستمرة لكفاح الشعب الفلسطيني للاحتلال وإصراره على حقه في تقرير المصير”.
وبين أن المتحف حمل في بدايته اسم “متحف الذاكرة الفلسطينية”، إلا أن اسمه تغير وكذلك تغيرت رسالته.
وأصبحت فكرة المتحف الفلسطيني مع مرور الوقت تقوم على الاحتفاء بفلسطين وشعبها وأن يكون منصة للحوار والبحث والتعريف بالثقافة والمجتمع والتاريخ الفلسطيني المعاصر.
وأشار إلى أن المتحف الفلسطيني هو أحد أهم مشاريع مؤسسة التعاون، ويهدف إلى أن يكون منبراً رائداً وخلاقاً للبحث والتعريف بفلسطين تاريخاً ومجتمعاً وثقافة.
يسعى المتحف الفلسطيني إلى التواصل مع الفلسطينيين أينما كانوا، وتسهيل التواصل بينهم وبين مناصريهم والمهتمين بشؤونهم في مختلف أنحاء العالم.
وصُمم المتحف الفلسطيني ليكون مؤسسة عابرة للحدود السياسية والجغرافية، لتذليل عقبات التنقل والحركة التي تمنع الفلسطينيين وغير الفلسطينيين من الوصول إلى مقر المتحف في بير زيت.
ويخطط المتحف لتنفيذ البرامج التعليمية وبرنامج المعارض وغيرها عبر شبكة من الشراكات المحلية والعالمية، في مدن رئيسية منها: القدس، يافا، الناصرة، غزة، عمان، بيروت، دبي، لندن، سان دييغو، سانتياغو، كيب تاون.
ولفت برسكيان إلى أن المتحف يعمل على برنامج تعليمي وينظم سلسلة من الدورات التدريبية التي ترتبط بالعمل المتحفي وتوفر الفرصة أمام العاملين في هذا القطاع لتطوير خبراتهم وتبادل المعارف فيما بينهم. كما يعمل المتحف على التأسيس لبرنامج دراسات عليا ليتمكن خريجو البكالوريوس من الشباب الالتحاق به وإيجاد فرص عمل في القطاع المتحفي ورفده بالمهارات اللازمة لتطويره.

الاقسام

اعلانات