الاثار العربية المتاحف والمعارض

متحف قطر الوطني وتبنّيه للبحوث التاريخية لطلبة المدارس تجربة فريدة ومتميّزة

image

 

متحف قطر الوطني وتبنّيه للبحوث التاريخية لطلبة المدارس تجربة فريدة ومتميّزة

د. ربيعة بن صباح الكواري
ساهم متحف قطر الوطني في تقديم مسابقة للبحوث التاريخية عن سيرة ومسيرة حكام قطر لطلاب المدارس بمراحلها المختلفة بهدف اكتشاف المبدعين منهم في مجال البحث العلمي المتصل بتاريخ قطر، وتقديم هذه النماذج الطلابية للمجتمع والاخذ بأيديهم نحو المستقبل الزاهر لتوثيق تاريخ الوطن خلال الفترة الماضية، وهو ما يدعم الطلاب لتحقيق رسالة متاحف قطر ودورها في تعزيز وحماية الهوية الوطنية والثقافة والعادات المحلية. وجاءت التجربة التي اطلقها المتحف الوطني بالتعاون مع المجلس الاعلى للتعليم لتصبح من التجارب الناجحة على المستوى الوطني لتكتشف لنا بعض الطلبة الموهوبين في كتابة البحوث التاريخية وتشجيعهم ماديا ومعنويا ليشقوا طريقهم فيما بعد نحو الاهتمام بهذا المجال المهم من مجالات الدراسات العلمية الجادة لخدمة رؤيتنا الوطنية.

جاءت فكرة المسابقة في إطار التعاون بين متحف قطر الوطني بهيئة متاحف قطر وهيئة التعليم بالمجلس الأعلى للتعليم مكتب معايير المناهج (قسم البحث العلمي وقسم العلوم الاجتماعية) وذلك احتفالاً باليوم الوطني لدولة قطر، حيث تم طرح مسابقة سنوية في مجال البحث العلمي في التاريخ العام (2014 2015) لجميع طلبة المدارس المستقلة والخاصة وذلك من خلال إعداد بحث تاريخي عن مسيرة القادة القطريين على مر التاريخ والدور القيادي الذي قاموا به. ومن خلال هذه المسابقة قام الطلبة بتقديم ورقة بحثية أو دراسة علمية في موضوع محدد وقام المتحف الوطني بالتعاون مع المجلس الأعلى للتعليم وجامعة قطر في مراجعة وتصحيح هذه الأبحاث، وإصدار الأحكام النهائية بالإضافة إلى وضع المعايير الخاصة بالمسابقة. وتكونت فئات المسابقة من المراحل الدراسية الآتية:

المرحلة الابتدائية: (لطلاب المستوى الخامس والسادس) والمرحلة الإعدادية: (جميع المستويات) والمرحلة الثانوية: (جميع المستويات).

واشتمل موضوع المسابقة لهذا العام عن أحد الجوانب القيادية في حياة الشيخ عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني حاكم قطر فيما بين (1331إلى 1368 هـ 1913 1957م)، وذلك باعتباره احد مؤسسي دولة قطر الحديثة، فقد شهد عصره بداية صناعة النفط في قطر، ووضع اللبنات الأولى للبنية التحتية، بجانب إنشاء المرافق الحديثة في الدولة. حيث تناولت المسابقة مسيرة الشيخ عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني في الفترة (1331 إلى 1368 هـ 1913 1957م) الذي ولد حوالي عام 1288هـ الموافق 1871م بمدينة الدوحة، وفي 1331هـ الموافق 17 يوليو عام 1913م أصبح حاكماً لقطر، واعترفت بريطانيا والإمبراطوريـة العثمانية بالشيخ عبدالله وورثته حكاماً لشبه جزيرة قطر بأكملها، وفي أعقاب نشوب الحرب العالمية الأولى تخلى العثمانيون عن كلّ حقوقهم في قطر، وكونه أحد مؤسسي دولة قطر الحديثة، فقد شهد عصره بداية صناعة النفط في قطر، ووضع اللبنات الأولى للبنية التحتية، وإنشاء المرافق الحديثة في الدولة.

واشتملت مجالات المسابقة على أحد الجوانب القيادية في حياة الشيخ عبدالله بن جاسم بن محمد آل ثاني وهي:

المجال السياسي المجال الاقتصادي المجال الاجتماعي المجال الديني.

وتأتي اهمية مثل هذه المسابقة لتحقيق العديد من الأهداف منها على سبيل المثال:

أولا: نشر ثقافة الوعي بتاريخ قطر الحديث والمعاصر عند الطلبة.

ثانيا: زيادة الانتماء الوطني لدى الطلبة في المدارس.

ثالثا: تعزيز وتنمية ثقافة البحث العلمي لدي الطلاب في قطر.

رابعا: إعداد طلبة باحثين واعدين وعلماء في المستقبل.

خامسا: تعزيز مشاركة الطلبة في البحث العلمي.

أما أهداف المسابقة فكانت تؤكد على:

إتاحة الفرصة للطلبة للتعرف والحفاظ على ارثهم التاريخي والثقافي.

تطوير المهارات البحثية للطلبة، وصقل مهارات القراءة والكتابة.

التعرف على كيفية اجراء الابحاث العلمية باستخدام المصادر الأولية والثانوية.

تشجيع الطلبة على دراسة التاريخ من خلال المنهج التاريخي.

تطوير التفكير النقدي من خلال تحليل الأحداث الماضية بطريقة علمية.

تنمية مهارات حل المشكلات والتي تساعدهم على إدارة المعلومات واستخدامها بشكل فعال.

تشجيع الطلبة على الانخراط في العمل العام خارج حدود الفصول الدراسية.

وبالنسبة لمعايير قبول البحوث فنصت على ان عدد المشاركين في البحث الواحد تتألف من (2 3) طلاب على أن يكون من بينهم طالب قطري، اما الشروط الخاصة بالبحث المقدم من الناحية العلمية فيشترط فيه:

أن يكون البحث المقدم في الموضوع المحدد للمسابقة وأن يتم تناول البحث بشكل جيد وجديد، ويكون موثقا بشكل صحيح وأن يكون موضوع البحث مناسب لأعمار الطلبة (القدرة العلمية) وأن يلتزم بأصول وقواعد البحث العلمي والأمانة العلمية وأن يتبع خطوات المنهج التاريخي الذي يعتمد على النقد والتحليل.

واذا رجعنا إلى بعض الاحصائيات حول هذه المسابقة المهمة فسنجد بأنها حققت اهدافها المنشودة بغرض زرع ثقافة البحث العلمي لطلاب وطالبات المدارس في مجال الدراسات التاريخية، فقد كان المجموع الكلي للمدارس المشاركة حوالي 68 مدرسة موزعة على الشكل الآتي:

المدارس الابتدائية بنين وبنات: 14 مدرسة والمدارس الاعدادية بنين وبنات: 12 مدرسة والمدارس الثانوية بنين وبنات: 23 مدرسة والمدارس الخاصة: 19 مدرسة.

وبعد:

فإن مثل هذه الفعاليات مطلوب تعميمها على مستوى الدولة، وتكرارها باستمرار، لخدمة طلاب المدارس والجامعات ايضا، واكتشاف المبدعين والموهوبين منهم لكونها تشجع الكتابة في المجال التاريخي برعاية واهتمام من متحف قطر الوطني وبخاصة باهتمام من قبل الشيخة آمنة بنت عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني مدير متحف قطر الوطني، بجانب الجهود الملموسة التي بذلت في اخراج المسابقة إلى النور بمتابعة وتنفيذ من د. هيا بنت علي آل ثاني، وهي بلا شك خطوة للأمام لخدمة قطر ورؤيتها الوطنية 2030، هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية فإنها مبادرة لتوثيق وتدوين تاريخ قطر في المقام الاول. ومتحف قطر الوطني ساهم بذلك في غرس محبة الفنون والثقافة والتعليم الإبداعي لدى الأجيال الناشئة عبر برامجه العلمية والعملية بجانب المبادرة في احتضان مثل هذه الفعاليات، وهو ما سعى من خلاله إلى استخدام أهم وسائل المحافظة على الإرث حيث إن قيام الطالب والطالبة بدمج التاريخ والبحث في قالب واحد فيه إتاحة فرصة لتعلّم أهم الثقافات وهي ثقافة التدوين. كما ان هذا النشاط السنوي يسهم في تفعيل قضية الموهبة والإبداع والتفوق وطرق اكتشافها وتنميتها ودور المعلمين ومتحف قطر الوطني في ذلك، خاصة اذا علمنا ان الابداع يظهر غالبا في سنوات مبكرة من اعمار ابنائنا.

كلمة أخيرة:

من أقوال سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيس مجلس أمناء متاحف قطر: “نحن ملتزمون بالحفاظ على تراثنا الثقافي وإرثنا الفني من خلال الاستخدام الفعال للمعرفة والتجربة والإبداع”.

الاقسام

اعلانات