الاثار العربية المتاحف والمعارض

معرض ربيع القدس..”على هذه الأرض ما يستحق الحياة”

image
يحاول الفنانون المقدسيون كسر الحواجز التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي عليهم في مدينة القدس، من خلال إبراز الحياة المقدسية ومعاناتها اليومية في معارض أقاموها بمدن مختلفة بالضفة الغربية والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948.
وفي محطتهم الثالثة، يقيم الفنانون المقدسيون معرضهم الثالث، “ربيع القدس”، في مدينة رام الله، حتى نهاية الأسبوع الجاري، من أجل إرسال رسالة للعالم بأن “على هذه الأرض ما يستحق الحياة”، وأرادوا من خلال تلك العبارة التي اقتبسوها من أشعار الراحل محمود درويش، أن ينقلوا معاناتهم التي يكابدونها من خلال إجراءات الاحتلال والضغوط التي يفرضها عليهم إذا ما نقلوا صور الويلات التي يعاني منها الشعب الفلسطيني بريشاتهم.
ويقول علي صباح، مدير مركز الحياة للثقافة والفنون في القدس، وهو المركز المسؤول عن المعرض، لـ”العربي الجديد”، إن المركز قام بتجميع الفنانين المقدسيين وانطلق بهم في كافة مدن الضفة الغربية والأراضي المحتلة عام 1948 من أجل نقل معاناة الفنانين والفلسطينيين في مدينة القدس.
وأضاف: في المعرض صور للحياة في القدس وللمسجد الأقصى، وأخرى تعبّر عن المقدسيين الذين فصلهم جدار الفصل العنصري عن المدينة، ومنعهم من الوصول إليها وتحمل رسائل للمدينة أنها عصية على النسيان. ويضم المعرض، بحسب صباح، قرابة 40 لوحة مختلفة لثلاثة عشر فناناً مقدسياً.
ومن خلال المعارض التي يقوم بها مركز الحياة، يشير صباح إلى أن الفنان المقدسي يختلف عن كل فنان في العالم كونه يتعرض لضغوطات من قبل الاحتلال، أهمها أنه قد يخسر عمله في حال قام برسم لوحة تعبّر عن معاناة الفلسطينيين وممارسات الاحتلال، لافتاً إلى أن بعض الفنانين الفلسطينيين لم يتمكنوا من حضور المعرض بسبب تلك الضغوط.
وفي المعرض لوحة مختلفة للفنان المقدسي طالب دويك، تضم 67 لوحة مستطيلة في صورة واحدة تعبّر عن حياة الفلسطينيين على مدار سبعة وستين عاماً. ويقول دويك، وهو أستاذ جامعي، لـ”العربي الجديد”، إن لوحته بحاجة إلى تفكير، كونها غنية بالألوان والأشكال وتضم رسالة الحفاظ على الهوية والتراث.
وتضم لوحته صوراً عن الأرض الفلسطينية والعمارة والمساجد والكنائس، إضافة إلى الأسرة الفلسطينية وأثوابها، وما تضمه الأرض من فاكهة وخضروات وزهور وأشجار النخيل والزيتون، والتي أراد دويك من خلالها نقل الحياة الفلسطينية منذ النكبة وحتى اليوم.
ويضيف دويك: نشارك في هذه المعارض كي نكسر الحواجز التي يضعها الاحتلال بيننا وبين الفلسطينيين في كل مكان، فالفنان في الضفة لا يستطيع الوصول للقدس، لذلك نذهب نحن إليه في عدد من المدن.
أما الفنان المقدسي حمزة الأطرش، فأراد من خلال لوحته، كما قال لـ”العربي الجديد”، أن يحافظ على التراث والهوية الفلسطينية من خلال الأم التي تقوم بغرس الزيتون. وفي لوحته منزل قديم ومسنّة تقوم بالزراعة، وفيها أشجار الزيتون والصبير، وهي تعبّر عن الحياة الفلسطينية الأصلية قبل قدوم الاحتلال.
ويطالب الفنانون الفلسطينيون الجهات المسؤولة ووزارة الثقافة الفلسطينية بتبنيهم بشكل كامل، حتى يتخلصوا من ضغوطات الاحتلال التي يفرضها عليهم، وأن يطلقوا العنان لريشهم كي تعبّر عن الحياة الفلسطينية كما هي، وسط الويلات والتهجير والدمار الذي يتسبب به الاحتلال للفلسطيني في كل مكان.

الاقسام

اعلانات