الاثار العربية

مدرسة الطويلة التاريخية بعدن في دائرة الهدم والتدمير

14

 

مدرسة الطويلة هي صرح تربوي عريق عرفتها عدن منذ ان بنيت في العام 1964م ، تعرض هذا المبنى كغيره من المباني التاريخية ذات القيمة التربوية الى اهمال طاله حتى نال من جدرانه و ادى الى انهيار بعض اسقفه و جدرانه ، اضطرت الطالبات فيه الى اتمام فترة الامتحانات لهذا العام 2013م  تحت الخوف معرضات انفسهن للخطر .

بعد نشر خبر هدم المدرسة و اعادة بنائها من جديد كان لابد لنا ان نتعرف عن قرب عن الآلية التي ستنفذ لذلك ، اذ انه ليس من المنطق ان يهدم صرح كهذا من اساسه دون ان يطمأن ابناء عدن و المهتمين على تلك الآلية و خصوصاً اننا نعرف ان هذه المدرسة قد بنيت بارتفاع محدد و عمق مدروس حتى لا تدمر قنوات المياه الممتدة من الصهاريج الرئيسية و  حتى نعرف هل ستتم المحافظة  على شكل المدرسة عند اعادة بناءها ام ماذا ؟!

مقابلتنا لمدير مديرية صيرة |

لم تستمر المقابلة طويلاً حيث وصلنا الى مبنى المديرية في لحظة خروج الأستاذ عبد الملك العامري في مهمة و عرفنا منه في تلك الدقائق السريعة ان هناك قرار بهدم المبنى و بموجب المناقصة العامة التي اقرتها المحافظة ، و لكن لم يناقش بعد آلية البناء و التي تشمل شكل المبنى للحفاظ على هوية المبنى التاريخية و دقة التنفيذ لاسيما ان خلف المدرسة صهروج صغير يعتبر امتداد للصهاريج الرئيسية و في باطن الارض تحت المدرسة  منظومة مياه للصهاريج التاريخية ، أي ان المبنى سيهد من اساسه و يبقى على حاله الى ان يتم انزال مناقصة بخصوص البناء .

و تم التواصل مع الدكتورة اسمهان العلس لمعرفة رأيها بهذا الامر فقالت :

هذه المدرسة إلى جانب ما هو موجود بداخلها مما يتصل بمنظومة المياه الشهيرة المعروفة ، فإنها أي المدرسة بحد ذاتها معلم تاريخي ذو قيمة تربوية غير عادية ، وقد أشرنا لها مرارا . فقد بنيت في عام 1964 بعد إضراب طالبات كلية البنات في خورمكسر في عام 1962 . وهو الإضراب الأول في تاريخ الحركة الطلابية في عدن .

وقد كان بناء هذه المدرسة استجابة لمطالب المضربات بتوسيع التعليم الثانوي للبنات . وقد استخدمت المدرسة ذاتها في عام 1966 مركز لتدريب المعلمات ، مما جعلها ذات قيمة تربوية مهمة لا يجوز الإضرار بها ويجب أن تسجل هذه المعلمات في مدخل المدرسة لمصدر للتأريخ التربوي . وقد حدث للكثير من المواقع التربوية الكثير من الهدم وإعادة البناء مما يفقد عدن الكثير من شواهدها التاريخية ، ويصبح التاريخ التربوي لهذه المدينة هو التاريخ الذي يسجل في العادة على جدران المدارس بعد إعادة بنائها . أرجو أن تتكاتف كل الجهود لتدعم دعوتنا في حماية الموروث الثقافي والتربوي والديني لعدن والمساهمة معنا في نشر الوعي المجتمعي بالقيمة التاريخية لعدن .

و الى هذه اللحظة لم نسمع من أي مسؤول تصريح يطمئننا على صرحنا التربوي و التاريخي هذا من كافة النواحي و لا ندري هل سيصمت ابناء عدن امام هذا الامر .. نتمنى من الجميع التعاطي مع هذا الموضوع بما يليق بحجمه فالسكوت يعني الموافقة على طمس معلم ثقافي من معالم مدينة عدن و بالتالي طمس هويتها ..

الاقسام

اعلانات