المتاحف والمعارض

تدشين «رحلة عمان المعمارية» في متحف بيت الزبير

4

صورة فوتوغرافية شاهدة على العصر  –
هيثم بن طارق: أحسن مؤلف الكتاب عندما قدم العمارة العمانية باعتبارها داخلة في نطاق التراث الإنساني العالمي –
 يمثل صدور كتاب (رحلة عُمان المعمارية) حدثا مهما في مجال توثيق التراث والثقافة في السلطنة، إذ يرصد مراحل تطور العمارة العمانية عبر آلاف السنين، منذ بداياتها الموغلة في القدم، وحتى تجلياتها المعاصرة.. لقد كانت فكرة صائبة عندما جاء العمل في هذا الكتاب من  منطلق أن العمارة تحمل في طياتها تاريخا وثقافة أتاح للكتاب سبر غور جوانب ثقافية وتاريخية، غاية في الأهمية لهذا الوطن..
جاء ذلك في الكلمة التي قدم بها صاحب السمو السيد هيثم ابن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة كتاب “رحلة عمان المعمارية” لمعالي محمد الزبير مستشار جلالة السلطان للشؤون الاقتصادية، حيث تم مساء أمس ببيت النهضة في متحف بيت الزبير تدشين الكتاب الحدث تحت رعاية صاحب السمو وزير التراث والثقافة وبحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، والمهتمين.
وتابع صاحب السمو السيد هيثم في كلمته قائلا: أحسن مؤلف الكتاب عندما قدم العمارة العمانية باعتبارها داخلة في نطاق التراث الإنساني العالمي، ليس فقط من خلال إبرازه لإدراج بعض المواقع العمانية ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي، ولكن أيضا من خلال إظهار الكتاب للمعاني العالمية المتضمنة مآثر كثيرة من أشكال العمارة، خاصة القلاع والحصون التاريخية العمانية، وكذا إبراز الأهمية العالمية لمباني عصر النهضة، مثل جامع السلطان قابوس الأكبر، ودار الأوبرا السلطانية مسقط”.

رحلة مصورة

يقع الكتاب في 477 صفحة تضمنت 773 صورة فوتوغرافية و16 رسما يدويا يأخذ القارئ في رحلة مصورة عبر الزمن ابتداء من مباني القبور التي كانت تبنى على شكل خلية نحل على قمم الجبال النائية في الألف الثالثة قبل الميلاد، إلى الأبنية الحديثة ذات الفنون المعمارية المتطورة، لكنها تعكس التراث التقليدي المعماري الذي تكون عبر آلاف السنين، حيث ضمت اليونسكو أربعة مواقع معمارية عمانية إلى قائمة التراث العالمي بوصفها ذات قيمة للبشرية جمعاء.
تتضمن شواهد العمارة العمانية العريقة تنوعا كبيرا من الحصون والقلاع منذ عصور ما قبل الإسلام وحتى اليوم، وكذلك واحات ومستوطنات في قمم الجبال تعود إلى عصور ما قبل التاريخ. كما أن هناك البيوت الكبيرة ودور العبادة التي بنيت خلال القرون الماضية وأصبحت أيقونات معمارية يتضح تأثيرها في المباني الحديثة مثل جامع السلطان قابوس الأكبر ودار الأوبرا السلطانية مسقط ومنتجع بر الجصة.

فصول

احتوى الكتاب على فصول تنوعت عناوينها بين “العمارة التقليدية العمانية” المنتشرة من جبال مسندم في أقصى الشمال إلى السهول الساحلية في ظفار، وتظل المباني التقليدية معلما من معالم الفنون المعمارية حيث تمتزج القرى المليئة بالبيوت المصنوعة من الطوب بالسهول الساحلية والجروف الصخرية والحصون المبنية قبالة الجبال. وقد زرعت الأشجار الكبيرة بجانب المساجد العتيقة حيث تكتسب ساحات الصلاة المكشوفة ظلالا تقي المصلين حرارة الشمس. وفي “فن العمارة الدفاعية العمانية” قدم المؤلف شواهد من التحصين الدفاعي القوي في السلطنة كالحصون العسكرية، والقلاع وأبراج المراقبة التي تعد أيقونات رمزية لتاريخ الدولة وتراثها العظيم. ويخصص الكتاب جزءا كبيرا منه ليظهر هذا الفن المعماري الدفاعي الذي هو بحق أساس الفن المعماري العماني. وفي “فن العمارة المنزلية” قدم الكتاب نماذج من البيوت الخلابة المصنوعة من الطوب والواقعة على سفوح الجبال، إضافة إلى بيوت الصيادين المبتكرة المصنوعة من سعف النخيل، وكذلك بيوت علية القوم الأنيقة. وفي فن العمارة الدينية العمانية قدم الكتاب شواهد من العمارة الدينية في السلطنة أبرزها المساجد التي انتشرت منذ القدم واتصفت بعصريتها وجمالها. ويأخذنا الكتاب في رحلة حول المساجد المتنوعة التقليدية والحديثة صغيرة كانت أم كبيرة في شمال وجنوب السلطنة وصولا إلى المساجد الأيقونة التي شيدت بتوجيه من جلالة السلطان قابوس المعظم. وفي “الفن المعماري المعاصر” شمل الكتاب نماذج من المباني الرائدة في السلطنة مثل حصن الشموخ الذي يمثل التحديث المبتكر للعمارة الدفاعية العمانية، وجامع السلطان قابوس الأكبر الفريد من نوعه وأحد أهم المزارات في البلاد، ودار الأوبرا السلطانية، الى جانب العديد من المباني الأخرى السلطانية والخاصة.

مصدر إلهام

في كلمة توج بها كتابه “رحلة عمان المعمارية” قال معالي محمد الزبير: آمل أن يحظى هذا الكتاب الصادر باللغتين العربية والأنجليزية حيزا خاصا في مكتباتكم سواء في السلطنة أو حول العالم وذلك كمرجع مميز لتاريخ فن العمارة في السلطنة عبر آلاف السنين، وآمل أن يشكل الكتاب مصدر إلهام للجيل الجديد من العمانيين ونظرائهم من كافة الدول في العالم، بالإضافة إلى المتخصصين في فنون العمارة العالمية، وذلك للاطلاع على التاريخ الغني لعمان الذي يترجمه على الأرض الفن المعماري الفريد للعمانيين منذ القدم وحتى الآن.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات