الاثار العربية

أثري يكشف: أئمة المذهب الحنفى سبب تسمية صنبور الماء بـ “الحنفية”

981

كشف الأثري سامح الزهار المتخصص في الآثار الإسلامية سر تسمية صنبور المياه بالحنفية حيث قال إنه قبل مدّ مواسير المياه إلى المنازل كان الناس فى مصر يحصلون على الماء عن طريق ” السقا ” مقابل أجر يعطى له حسب عدد قرب المياه التى يجلبها للمنزل.

وتابع أنه لم يكن يسمح لأى شخص بالانضمام إلى طائفة السقائين بل كان هناك شروط صارمة للانضمام للمهنة .. إذ لابد أن يتمتع بجسد قوى قادر على مشقة حمل المياه مرات عديدة ، وان يكون خالياً من الأمراض حتى لا يلوث المياه التى ينقلها ، ويشترط أن يكون أميناً لأنه الشخص الوحيد الذى يسمح له بالدخول عندما يكون رب البيت غائباً

ويجلب السقاءون المياه من أماكن معينة فى نهر النيل حتى يكون الماء صافياً خالياً من الشوائب والتلوث ، كما يأتون بالماء من الآبار الجوفية المضمونة,وكان المحتسب يمارس دوره فى الاطمئنان على نظافة المياه التى ينقلها السقاءون,وكان السقا يحتفظ بالماء فى قربة كبيرة من جلد الماعز يغلقها بسدادة خشبية ويعطرها بالمستكة ثم يضع فيها بعضاً من ماء الورد وأحياناً يضيف إليها النعناع .

ولم يقتصر السقاءون على مد المنازل بالمياه وإنما كانوا ملزمين أيضاً بإطفاء الحرائق,وظل السقا يؤدى دوره ويكتسب رزقه ولم يدر فى ذهن واحد منهم أن يأتى يوم يجدون فيه أنفسهم قد فقدوا وظيفتهم التى لا يعرفون غيرها,وجاء اليوم الذى امتدت فيه المواسير إلى المنازل وبدلاً من السقاء أدار الناس مقبض قطعة معدنية يتدفق منها الماء .

لم يستسلم السقاءون لهذه المواسير والصنابير التى جاءت لتزلزل عرشهم الذى ظلوا يعتلونه أزمنة طويلة .بل تجمعوا و تباحثوا وتوصلوا إلى فكرة ذكية وخبيثة ، وتوجهوا إلى أئمة المذاهب الأربعة لاستصدار فتوى بأن ماء مواسير المياه لا يصلح للوضوء فصدقهم أئمة الشافعية والمالكية والحنابلة وأفتوا بأنه لا يجوز الوضوء من ماء الصنابير

أما أئمة المذهب الحنفى فقد توجهوا وجهة مخالفة وأفتوا أن الوضوء من ماء الصنبور مقبول بل ومستحب,ومن هنا سمى المصريون الصنبور ” الحنفية ” نسبة إلى أئمة المذهب الحنفي الذين خالفوا أئمة المذاهب الأخرى وأجازوا لأهل مصر الوضوء بماء الصنبور

الاقسام

اعلانات