السياحة بالعالم

بعد غياب استمر 39 عاما.. السياح البريطانيون يعاودون زيارة العراق رغم العنف والروتين “الممل”

5

بعد نحو 39 سنة من مغادرتها العراق، عاودت شركة بريطانية متخصصة بالسياحة تنظيم رحلاتها إلى بلاد الرافدين، ساعية قدر الإمكان لعدم جلب الأنظار، برغم التعقيدات التي تواجهها بالحصول على سمات الدخول للأفواج السياحية على العكس من الحال مع إقليم كردستان، في حين تؤكد وزارة السياحة والآثار العراقية سعيها لتبديل الانطباع السائد في الغرب بشأن شيوع “الإرهاب والعنف” في البلاد والتعريف بأن العراق هو “تاريخ وحضارة”، لزيادة عدد السياح من مليونين زائر حالياً إلى ستة ملايين شريطة تحسن الوضع الأمني.

وشهدت شوارع العاصمة العراقية بغداد، كما تنقل وكالة الصحافة الفرنسية (AFP) في تقرير اطلعت عليه (المدى برس)، “معاودة الرحلات السياحية التي تنظمها شركة هنترلاند للرحلات (Hinterland Travel) البريطانية الجنسية لمالكها جيوف هان التي كانت تنظم رحلات سياحية إلى العراق في العام 1970، لكن حافلاتها هذه المرة، كانت تمر في شوارع بغداد المزدحمة، محملة بالسياح الغربيين الذين يتواجدون في بلد تكتنفه المصاعب”.

وتذكر الوكالة، أن “العراق لا يعتبر غريباً أمام السياحة إذ يشهد أعداداً لا تحصى من زوار العتبات المقدسة”، مستدركة بالقول “لكن مع وجود معالم حضرية لآثار تعود إلى فجر التاريخ فإن البلد يسعى لتعزيز سياحة لمناطق أخرى في البلاد وزوار من نوع آخر، برغم العراقيل أمام تطوير هذا القطاع متمثلة بالبنى التحتية البالية في البلد مع البيروقراطية المملة التي يواجهها أصحاب الشركات السياحية في الحصول على سمات دخول لجلب السياح إلى البلد”.

وتنقل الـAFP عن السائحة البريطانية ليندا كوني، التي تزور العراق ضمن الفريق السياحي لشركة هنترلاند، قولها خلال مرور الحافلة عبر محطة القطار الرئيسة في بغداد، إن “كل منطقة أزورها في العراق مختلفة تماماً عن الأخرى”، مشيرة إلى أن “الشعب العربي والتاريخ والحضارة والآثار استحوذت على اهتمامي”.

وتوضح الوكالة الفرنسية، أن “شركة هنترلاند كانت قد أعادت تسيير رحلاتها السياحية إلى العراق منذ العام 2009 حيث تجلب سياح إلى العراق في رحلات تدوم من تسعة إلى 16 يوماً بأسعار تبدأ من ثلاثة آلاف دولار تقريباً للمدة القصيرة التي تتخللها أيضا كلف الرحلات الجوية ورسوم سمات الدخول”.

ويقول صاحب شركة السياحة البريطانية جيوف هان إنه على “العكس من المسؤولين الأجانب والدبلوماسيين الذين يزورون البلد برفقة سيارات أمنية مدرعة ونوافذ مظللة يمرون عبر شوارع بغداد، فإن الشركة تحاول قدر الإمكان، أن يكون تحرك أفواجها اعتيادياً وبسيطاً ولا يجذب الأنظار”، مضيفا “كذلك الحال خلال الإقامة في الفنادق والتوجه إلى المناطق السياحية المقصودة برفقة أمنية بسيطة”.

ويستذكر هان، أن “أفواج الشركة خلال حقبة السبعينات من القرن الماضي، كان يرافقها خلال ترحالها شرطي عراقي واحد فقط للأغراض الأمنية”، لافتا إلى أنه “من القلائل الذين حصلوا على موافقة الحكومة العراقية على تنظيم رحلات سياحية للبلاد”.

وتابع هان أن “السائح الأجنبي يعاني كثيراً للحصول على سمة دخول إلى العراق في حين لا يجد السائح هذا التعقيد في دخول إقليم كردستان”.

ويشير التقرير الذي نقلته وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن “الفريق السياحي البريطاني يبدأ برنامج رحلته من شمالي العراق حيث يمرون بالمواقع الأثرية ومدن نمرود والحضر التاريخية نزولاً عبر بغداد إلى بابل وبعدها جنوبا أكثر إلى البصرة قبل رجوعهم مرة أخرى إلى العاصمة بغداد”، مؤكدا أن “اي أحد من أعضاء الفوج السياحي لم يشتكي من أماكن الاستراحة أو الإقامة في الفنادق المتعددة مع التباين الكبير بين واحد وآخر”.

وعلى صعيد متصل لفتت وكالة الصحافة الفرنسية إلى إن “وزارة السياحة والآثار العراقية تسعى لتحسين صورة العراق في الخارج الذي أخذ انطباعاً على البلد بعد مروره بحروب ومعارك كثيرة منذ سنة 1980، على أنه مكاناً خطراً للسياحية لافتقاره إلى الشروط الأمنية”.

وتنقل الوكالة عن المستشار الاقدم في وزارة السياحة والآثار بهاء المياحي، قوله إنه “عندما يذكر العراق في أوروبا فإن أول ما يتبادر إلى ذهن المواطن الغربي هو الإرهاب والعنف”، مبينا أن “الوزارة تريد أن تؤسس لجهود كبيرة من أجل تغيير ذلك الانطباع، وأن تخبر العالم بأن العراق هو ليس إرهاب ولا قتل بل هو تاريخ وحضارة”.

ويوضح المياحي أن “معدل عدد السواح الذين يزورون البلد وصل إلى مليوني شخص سنوياً”، متوقعا أن “يزداد هذا العدد إلى ستة ملايين سائح من خلال إجراء بعض التطويرات الرئيسة على القطاع السياحي”.

لكن المياحي لم يخف خشيته من أن “يؤدي استمر تدهور الوضع الأمني بتراجع معدل السياحة أيضاً”.

وكان خبراء متخصصون في مجال السياحة دعوا الحكومة مراراً إلى ضرورة الاهتمام بالمناطق السياحية والآثارية في البلاد والاستفادة منها، من خلال استكمال البنية التحتية الضرورية لإدارتها على وفق المعايير العالمية، بنحو يتيح استقطاب الزوار من مختلف بقاع العام لاسيما أن العراق هو مهد الحضارات، وأن تلك المناطق يمكن أن تكون “دجاجة تبيض ذهباً” وأحد أعمدة الاقتصاد العراقي.

وأدى تركيز السلطات العراقية على السياحة الدينية منذ سقوط نظام صدام وإهمال باقي الجوانب الأخرى من السياحة، خصوصا مع وجود المئات من المواقع الأثرية التي تمتد من شمال البلاد الى جنوبها، الى اختصار السائحين القادمين الى العراق على زيارة المدن المقدسة فقط.

كما أدى التساهل في إعطاء تأشيرات الدخول للإيرانيين من قبل الحكومة العراقية وتشديده على السائحين القادمين من الخليج لزيارة العتبات أو السائحين القادمين من اوروبا او الولايات المتحدة الامريكية، الى اعتماد السائح الإيراني عمادا لقطاع السياحة الأمر الذي أدى إلى تدهوره حاليا بعد تدهور القدرة الشرائية للريال الايراني.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات