الاثار العربية

معايعة: نعمل على تصنيف الفنادق وترميم المواقع الاثرية بالقدس

15

أكدت وزيرة السياحة والاثار رولا معايعة أن تواجد المواطنين في الاماكن السياحية والاثرية والدينية يحول دون سيطرة اسرائيل عليها وممارسة مخططاتها واهدافها فيها، موضحة أن اكثر المناطق التي تواجه الوزارة صعوبة بالعمل فيها هي منطقة ” ج ” الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية أمنيا لكن بالمقابل تسعى الوزارة بكافة طواقمها العمل على جذب السياح والحفاظ على الموروث الفلسطيني من الزوال والتخريب والسرقة من خلال اعمال المتابعة والترميم والتأهيل الدوري، جاء ذلك خلال لقاء القدس مع الوزيرة معايعة للاطلاع على اعمال الوزارة واهدافها والمعيقات والتحديات التي تواجهها.

واوضحت معايعة أن وزارة السياحة تركز على جانبين في عملها اولا تعزيز وتشجيع الاستثمارات ذات العلاقة بالقطاع السياحي وثانيا الحفاظ على الموروث الثقافي من خلال الحفاظ على الآثار الموجودة في مختلف المحافظات الفلسطينية، لذلك تسعى الوزارة الى تحقيق أهداف عدة كون السياحة تعد واجهة أي دولة ومصدر دخلها، مشيرة الى أن “وضع فلسطين استثنائي مقارنة بدول العالم نظرا لممارسات الاحتلال الاسرائيلي على الارض، ما يقع علينا جهدا أكبر لتحقيق ما نصبو اليه وايصال الصورة الحقيقية عن فلسطين والفلسطينيين على العالم كافة بعد تعرضها لسنوات طويلة للتشويه من قبل الاحتلال، وكذلك زيادة الوعي العالمي بالمنتوج السياحي الفلسطيني والحضارة الفلسطينية”.

واضافت: “هناك ايضا اهداف عدة نسعى لتحقيقها أهمها تثبيت وجود فلسطين على الخريطة السياحية الدولية كمقصد سياحي آمن ومستقل يمتاز بغناه وجماله الثقافي والحضاري والطبيعي، وتنمية القطاع السياحي الفلسطيني ليشكل مصدرا رئيسا للدخل القومي الفلسطيني من خلال زيادة حصة فلسطين من السياحة الوافدة بالاضافة الى زيادة تشغيل الايدي العاملة وخلق فرص عمل جديدة”.

اعمال الوزارة ..

وعن اعمال الوزارة في المواقع الاثرية، قالت معايعة “نحن نعمل على تحقيق هدفنا في تطوير المواقع السياحية والاثرية والدينية وتنفيذ مشاريع الكشف والترميم والصيانة والتهيئة لجعلها اماكن جذب سياحي خاصة ان معظم المدن والقرى الفلسطينية غنية بالمواقع الاثرية والدينية والثقافية”.

واضافت: “لقد بدأنا عملنا في العديد من المواقع الاثرية والدينية التي يتوافد اليها الكثير من السياح من داخل البلد وخارجها، فلذلك نسعى للحفاظ على تلك المواقع الاثرية من الزوال والسرقات والعبث، فقمنا بافتتاح حديقة اثرية في عطارة وافتتاح موقع اثري من العصر البرونزي في تل بلاطة بنابلس، كما اننا نهتم بصورة رئيسة بالاماكن الدينية التي يأتي اليها السياح من كل صوب لزيارتها والصلاة فيها”.

وتابعت قولها: يقصد بالتأهيل اي العمل على التعريف بالمواقع الاثرية من خلال اللافتات التعريفية والارشادية واقامة مركز استعلاماتي وتوزيع “بروشورات” ومواد اعلامية، وتقديم عروض مصورة تعريفية بأهمية المكان وتاريخه بحسب الرواية الفلسطينية، مشيرة الى ان هذه العملية ستنفذ بمعظم المناطق الاثرية.

تحديات ومعيقات..

وعن الصعوبات التي تواجه عمل الوزارة، بينت معايعة أن “المواقع الاثرية تقع في عدة مناطق منها (أ) و(ب) و (ج)، فبالنسبة للاماكن الاثرية المتواجدة في منطقة (أ) فلا نواجه لدينا اي مشكلة في الحفاظ على هذه المواقع الاثرية والدينية فيها، لانها خاضعة لسيطرتنا أمنيا واداريا بشكل كامل لذلك تقوم الوزارة بعملها بشكل تام من حيث أعمال التنقيب والمتابعة والترميم والتأهيل ولا يوجد سرقات او خروقات، اما بالنسبة للمواقع الاثرية في منطقة (ب ) فهي خاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية لكن امنيا تخضع للسيطرة الاسرائيلية حيث تمنع السلطة الفلسطينية من ممارسة مهامها بالشكل الطبيعي ما يؤدي الى خلل في عملنا”.

وتابعت معايعة قولها: “المشكلة الاساسية التي تواجهنا هي في منطقة ( ج ) حيث تقع المنطقة بأكملها تحت السيطرة الاسرائيلية الكاملة امنيا واداريا، بالتالي نعجز عن ممارسة مهامنا بالشكل المطلوب فمثلا من المواقع الاثرية الخاضعة للسيطرة الاسرائيلية أي في تلك المنطقة هناك موقع اثري يسمى (دير سمعان) في مدينة سلفيت وهذا الموقع واضح المعالم ويعد موقعا اثريا مهما، لكن المستوطنة الاسرائيلية تحاصر الموقع ولا نستطيع القيام بشيء للحفاظ عليه من الاستيلاء او الزوال، أو وقف اعمال التنقيب غير الشرعية والمخالفة لكل القوانين الدولية بمعظم المواقع الاثرية في تلك المنطقة، كما تمت سرقة قطع اثرية من جبل هيروديون وتم وضعها في متاحف داخل اسرائيل، ولكن رغم كل ذلك نحن لا نيأس ونعمل على تحضير كتيب لترميم مواقع عدة، مثل مقام النبي موسى في اريحا لما له من اهمية كبيرة وموقع متميز بالاضافة الى توقيع عدة اتفاقيات للعمل في عدة مواقع خلال الثلاث سنوات المقبلة، بالتعاون مع جهات عدة وغيرها من الاتفاقيات الهادفة الى ترميم وتأهيل مختلف المواقع بالاضافة الى تدريب ادلاء سياحيين”.

دور الاعلام..

ان للاعلام دورا كبيرا في التعريف والارشاد وتسليط الضوء على المواقع الاثرية، فحول شراكة الوزارة مع وسائل الاعلام، اشارت معايعة الى ان هناك نوعا من التقصير في الشراكة مع وسائل الاعلام وسنعمل على توطيد العلاقة معها في مجال البرامج التعريفية بالاماكن الاثرية والدينية.

لكن بالمقابل وللترويج للسياحة الفلسطينية والمنتوج الفلسطيني، أوضحت معايعة ان هناك الكثير من المعارض الضخمة التي تنظم في مختلف الدول الاوروبية ويشارك فيها وزارات ومكاتب سياحية ومختلف المؤسسات ذات العلاقة بالقطاع السياحي وتريد الترويج لذاتها، مضيفة : “رغم ان تكلفة المشاركة في تلك المعارض عالية جدا، الا اننا نسعى دوما للمشاركة فيها بصورة دائم ، وذلك للتعريف بفلسطين وبالتالي نوطد العلاقات مع مكاتب سياحية وفنادق ووزارات عالمية بهدف تحقيق هدفنا ورسالتنا”.

تصنيف الفنادق ..

وعن اهم المشاريع التي تنفذها الوزارة، اوضحت معايعة قمنا بوضع لافتات ارشادية وتعريفية، وذلك ضمن برنامج التنمية المستدامة للتسهيل على الفلسطينيين انفسهم وعلى السياح وقد طبقنا هذا المشروع بداية في بيت لحم، وقمنا بحملات زيادة الوعي في الموروث الثقافي وتسويق للمنتج الحرفي المحلي.

واضافت: من المشاريع المهمة ايضا التي نعمل عليها هي تصنيف الفنادق ( نجمة ، نجمتان.. ) بحسب المعايير الدولية والوعي العام لاصحاب الفنادق ويقوم هذا المشروع على مساعدة السائح في اختيار الفندق الذي يناسبه بحسب الخدمات التي يرغبها دون اللجوء الى المكاتب الاسرائيلية، فعندما يكون هناك تصنيف رسمي سيختار السائح ما يريد، فمثلا ان اراد السائح فندقا ذي نجمة واحدة ليس مضطرا ان يدفع بحسب الفندق الخمسة نجوم واذا اراد ان يختار فندق بخمس نجوم عليه ان يجد الخدمات والمواصفات التي يرغبها.

وأوضحت تكمن اهمية التصنيف في تسهيل مهمة السائح الذي يرغب في الحجز عن طريق الانترنت ومساعدته دون تكلفة ودون اللجوء الى مكاتب اسرائيلية، فبعد التصنيف الفلسطيني عبر الانترنت يستطيع السائح في اي بلد كان ان يختار الفندق الذي يريده فيكون اكثر معرفة وثقة بالفنادق الفلسطينية.

انتهاكات ..

وعن الانتهاكات الاسرائيلية، اشارت معايعة الى ان “اسرائيل تتعامل بمنطق القوة وتفعل ما يحلو لها حتى في المواقع القائمة على لائحة التراث العالمي، فإنها غير آبهة بقرارات اليونكسو، واليونسكو مهما حاولت الرد على تلك الانتهاكات لن تشن الحرب ضد اسرائيل، وانما تكتفي بمتابعة المواقع تلك من حيث التخريب والسرقة وغير ذلك، اما بالنسبة للمواقع التي ليست على لائحة التراث فإن أهميتها اقل بالنسبة لليونسكو”.

القدس ..

وفيما يخص القدس، قالت معايعة “يصعب علينا العمل في القدس والبلدة القديمة والاماكن الدينية فيها، لكن تواجد الناس فيها بشكل دائم يحمي تلك الاماكن من الاستيلاء، فمثلا يسعى المستوطنون للاستيلاء على برك سليمان، لذلك قمنا بافتتاح مهرجان تحت رعايتنا في تلك المنطقة دون استخدام القوة وانما بصمودنا وتواجدنا المستمر وبالتالي، عطلنا ممارساتهم ومخططاتهم تجاه هذا الموقع ، لذلك صمود المواطنين في القدس وزيارتهم للاماكن جميعها يعزز من وجودنا ويصعب على المستوطنين التواجد فيها”.

وبعيدا عن السياحة..

إن للمرأة الفلسطينية دورا كبيرا في المجتمع وعملت وكافحت وناضلت وكانت الام والمربية والعاملة بمختلف القطاعات، وتقول معايعة عن دور المرأة في فلسطين: “لا يوجد هناك تمييز ضد المرأة كما في بعض المجتمعات، فالنساء في فلسطين يتمتعن بحرية التعليم والعمل حيث نرى نسبة المتعلمات في المجتمع من الاناث اكثر من الذكور”.

وأضافت : أن “المرأة الفلسطينية بشكل عام اثبتت وجودها وفاعليتها، وان مفهوم العيب في عمل المرأة وتعليمها لم يعد موجودا، وان وجودها اليوم داخل البيت وخارجه يصقل شخصيتها ويكون كيانها الخاص وهناك الكثير من النساء على الساحة الفلسطينية اثبتن وجودهن بشكل فاعل”.

من هي رولا معايعة ؟

يذكر ان وزيرة السياحة والآثار رولا معايعة التحقت بجامعة بيرزيت تخصص بيولوجيا وكيمياء وايضا درست العلوم السياسية، واكملت دراسة الماجستير في الادارة العامة ( ادارة المؤسسات العامة )، وانضمت للحركات الطلابية داخل الجامعة، وكانت تعمل في الهيئة الادارية واللجنة التأسيسية لمنظمة الشبيبة الفتحاوية في الضفة وقطاع غزة، وايضا عملت كعضو في مؤتمر الشبيبة بجامعة بيرزيت منذ عام 88 حتى تخرجها، ومنذ ان جاءت السلطة عام 94 وبدأت الوزارات عملها، عملت معايعة في وزارة الشباب ومن ثم في وزارة العدل ومن ثم تولت منصبها في وزارة السياحة والآثار.

الاقسام

اعلانات