المتاحف والمعارض

إيموجي لغة المستقبل الوجوه الباسمة في متحف الفن الحديث

070bb739-b31f-4780-bcca-964a67b16170-1716-0000017876ede546_tmp
كوريتا مبتكر الإيموجي لم يخطر في باله أن يصبح صاحب أبجدية
604c2f9b-63e4-4d0f-b12c-8ce106808597-1716-000001787adf1e5b_tmp
مبنى متحف الفن الحديث في نيويورك
b174b99d-3dc0-4e93-b688-4d75dbcfa4fc-1716-0000017849b65533_tmp
الإيموجي يبلغ حجر رشيد المستقبل

 

إيموجي لغة المستقبل الوجوه الباسمة في متحف الفن الحديث
قد تكون هذه ‘الإيموجيّات’ بدأت لدى شركة ‘دوكومو’ ثم انتقلت إلى متحف الفنّ الحديث، إلّا أنها تنتمي إلى الجميع ولا تنتمي إلى أحد.

 

لم يخطر على بال الياباني شيغيتاكا كوريتا بأنه سيأتي يوم تعرض فيه تلك “الوجوه الباسمة” و”الرموز التصويرية” التي صمّمها في العام 1998 لاستخدامها في الرسائل الإلكترونية وفي صفحات الويب على الإنترنت، في متحف الفن الحديث بمانهاتن في نيويورك، ابتداء من شهر ديسمبر القادم، إلى جانب أعمال عظماء الفنّ الحديث كبابلو بيكاسو وخوان ميرو وماتيس وغيرهم.

وبحسب التصريح الصحافي الذي وزّعه المتحف، ونشره في موقعه على الإنترنت، فإنّ هذه “الصور” التي وهبتها للمتحف شركة الاتصالات اليابانية “دوكومو”، تعود إلى “تقليد طويل للغة التعبيرية البصرية. فلطالما كانت الصورة والأنساق مندمجة داخل النص منذ القدم. فمنذ الأمثلة القديمة إلى أعمال المُنضِّدين الإبداعية في الآونة الأخيرة، تعمل هذه النماذج البدئيّة كوسيلة متعاظمة عن المحتوى التعبيريّ للنص وعن القيمة الجمالية الكليّة للصفحة المطبوعة على حد سواء، ففي بعض الأحيان، كانت الأيقونات هي اللغة”.

ولم تكن هذه الأشكال المنقوشة أو الصور الرمزية وليدة صدفة بحتة، بالنسبة إلى كوريتا، بل نابعة من رغبة ملحّة لديه في إيجاد رموز قادرة على التعبير عن الأفكار والعواطف الإنسانية في التواصل الإلكتروني بين البشر، دون أن يتوجّب على المرء قول إنّ هذا الشيء يجعله سعيدًا أو تلك المسألة تجعله غاضبًا أو حزينًا، فاستلهم فكرته الرئيسة من رموز نشرات الطقس والحروف الصينية ويافطات الشوارع، ومن الرسوم الكرتونية التي طوّرها الفن الياباني في أواخر القرن التاسع عشر. أبدع كوريتا مجموعته الأصلية التي تكوّنت من 176 صورة بالأبيض والأسود، استلهمها من التعابير التي لمحها على وجوه الناس في المجتمع المديني المحيط به.

أطلق على هذه الصورة المرمّزة اسم “إيموجي”، وهي عبارة يابانية منحوتة من كلمتين “إي” التي تعني صورة، و”موجي” التي تعني رمزا؛ وهي تعبير مماثل، في جوهرة، للعبارة الإنكليزية “إيموتيكون” المستخدمة في الحواسيب، والتي تعني الصورة الأيقونة، مع فارق أنّ الأولى صورة فيما الثانية مجرّد رمز.

وكان أول اعتراف ذي شأن بهذه “الصور المرمّزة” قد جاء من قاموس أكسفورد، حين تبنّى في موقعه على الإنترنت، سنة 2015، صورةَ “الوجة المترقرف بدموع الفرح” بوصفها “كلمة العام”، وفق العادة التي درج عليها منذ زمن. وكانت تلك هي المرة الأولى التي يعترف فيها معجم لغويّ شهير بـ”بكتوغراف”، والتي تعني الكتابة بالصور، بوصفها “أفضل” كلمة تعكس “روح الجماعة ومزاجها وانشغالاتها” في ذلك العام.
وعن سبب هذا الاختيار، يشرح القاموس في موقعه الإلكتروني، بأنّ ذلك عائد إلى السرعة المتعاظمة التي شهدها استخدام كلمة “إيموجي”، حول العالم، منذ إطلاقها في تسعينات القرن العشرين. ولكنّ استخدام “صورة الوجه المترقرق بدموع الفرح”، في حدّ ذاتها، كان الأكثر شيوعًا، من بين الصور الرمزية الأخرى، وفق الإحصائيّات التي قدمتها شركة “سويفت كي” إلى مطبعة جامعة أكسفورد المشرفة على القاموس، بنحو 20 بالمئة في المملكة المتحدة و17 بالمئة في الولايات المتحدة خلال عام 2015، وبنسبة زيادة في وتيرة الاستخدام قدّرت بنحو 4 و9 بالمئة تباعًا في كلا البلدين، عن السنة السابقة.

ولم يكن غريبًا أن نرى، في أسفل حيثيّات قرار قاموس أكسفورد، رابطًا لتغريدة أطلقتها هيلاري كلينتون على موقع تويتر، تعود لمنتصف شهر أغسطس للعام 2015، تطلب فيها من الأميركيين وصف مشاعرهم حيال القروض التعليمية، بثلاث “إيموجيّات” أو أقلّ.

تضاربت آراء النقاد تجاه هذا الحدث “الفنيّ” الفريد بين مؤيد ومعارض. الردّ الأشدّ قسوة جاء على لسان الناقد البريطاني جوناثان جونز، حين كتب في صحيفة الغارديان، قائلًا إنّ إقدام متحف الفن الحديث على عرض هذه الصور بوصفها تنتمي إلى الفن العظيم تعدّ “خيانة لتاريخه”، وإنّ المتحف قد تحوّل إلى مجرّد “بازار ما بعد حداثي يمنح قيمة زائفة لكل فورة/نوبة ثقافيّة”.

بيد أنّ أمادنا هِس، وقفت على النقيض من جونز، حين قالت في مقالة لها نشرت في صحيفة النيويورك تايمز، إنّ هذه “الإيموجيّات” تستحضر “أشكالًا فنيّة قديمة ومعاصرة على حدّ سواء؛ من الرموز الهيروغليفيّة إلى فنّ الماغنا الياباني. إنّ أصالتها نابعة من كيفيّة تطوّرها. وبما أن المستخدمين تداولوها وشاعت فيما بينهم، فإنها قد أصبحت وسيطًا لمشروع فنيّ جماعيّ على الإنترنت. وقد تكون هذه “الإيموجيّات” بدأت لدى شركة “دوكومو” ثم انتقلت إلى متحف الفنّ الحديث، إلّا أنها تنتمي إلى الجميع ولا تنتمي إلى أحد”.

الاقسام

اعلانات