مقالات

مساجد مراكش … المدارس العتيقة التي كانت داخليات للطلبة وتفاصيلها

ن
كان القصد من بناء هذه المدارس إيواء الطلبة، وكان بعضها يستعمل للتدريس أيضا إلى جانب المساجد الكبرى، ويتولى الإشراف على المدرسة مقدم يخضع لمراقبة القاضي بعد أن يختاره الطلبة، وكان على المقدم أن يجمع بين مهام المقتصد والمؤذن والبواب. وكثير من ا لبيوت يتوارثها الطلبة من نفس العائلة عن طريق عدل. وقد يبيع الطالب مفتاح البيت إلى زميله. وللطلبة مئونة يومية ظلت تتناقص مع الأيام حتى انحصرت في خبزة، بالرغم من كثرة الأوقاف المخصصة لهذه المدارس.
مدارس موحدية :
عني الموحدون ببناء المدارس، ولو أنها لم يبق لها أثر، إذ من المحتمل أن المرينيين هدموها، ومن المدارس التي ذكرها المؤرخون مدرسة حبسها المنصور الموحدي مع دار أبي العباس السبتي. يقول الحسن الوزان: [وفي القصبة مدرسة في غاية الحسن، أو على الأصح مؤسسة معدة للدراسة وسكنى الطلبة، تحتوي على ثلاثين حجرة وقاعة في الطبقة الأرضية كانت تعطى فيها الدروس فيما سبق. وكان كل طالب مقبول في هذه المدرسة ينفق عليه ويكسى مرة في السنة، ويتقاضى الأساتذة مرتبا قدره مائة أو مائتا مثقال حسب نوع الدروس المطوقين بإلقائها. ولم يكن يقبل في هذه المدرسة إلا من كان يعرف مبادئ العلوم  معرفة تامة، وهذه البناية مزخرفة بالفسيفساء البديعة، وحيث لا توجد فسيفساء تٌغطى الجدران الداخلية  بزليج من الطين المشوي اللماع المقطع على شكل أوراق رقيقة، أو بمواد أخرى بدل الفسيفساء. وذلك على الأخص في قاعة الدروس والممرات المسقوفة. وفناء المدرسة المكشوف كله مفروش بالزليج اللماع كالذي يستعمل في اسبانيا. وفي وسط المدرسة فسقية [خصة] منحوتة من المرمر الأبيض في غاية الجمال، لكنها منخفضة على عادة الأفارقة].
ومن المدارس الموحدية بيت الطلبة وهو أشبه بمدرسة عليا.

العصر المريني:
قام ضد بناء المدارس محمد الابلي العبدري أستاذ ابن خلدون الذي لاحظ أن العلم أفسده كثرة التآليف، وأذهبه بنياء المدارس، وأيده أحمد بابا الذي ذكر بأنه أصبح يتعاطى الإقراء على الكرسي من لا يحسن الرسالة فضلا عن غيرها، بل من لم يفتح كتابا للقراءة قط حيث صارت بالتوارث والرياسات.
وأهم مدرسة بناها المرينيون بمراكش هي المدرسة العظمى قبلى جامع ابن يوسف، والتي بناها أبو الحسن المر يني. قال ابن بطوطة: [وصلت إلى مدينة مراكش وهي من أجمل المدن، فسيحة الأرجاء، ممتعة المناظر، كثيرة الخيرات….. وبمراكش المدرسة العجيبة التي تميزت بحسن الوضع، وإتقان الصنعة، وهي من بناء مولانا أمير المسلمين أبي الحسن رضوان الله عليه، أنشأ هذه المدرسة السلطان أبو الحسن المريني، وقال في وصفها ابن مرزوق: [مدرسة سبتة غاية، وأعجب منها مدرسة مراكش وتليها مدرسة مكناسة]. وجدد بناءها السلطان الغالب بالله السعدي 972 هـ/1564 م، وليس هو الذي أنشأها كما يعتقد البعض، وسبب هذا الوهم ما كتب على بابها بالحفر على الخشب:
أقامني للعلوم والصلاة أمير
المسلمين، وسبط خاتم الرسل
أسمى الخلائق عبد الله فادع له
يـا داخلي ببلوغ منتهى الأمـل
وسميت بمدرسة ابن يوسف لكونها تقع قرب جامع ابن يوسف.

العصر السعدي:
حظيت مدرسة ابن يوسف في العهد السعدي بإعادة بنائها بناء شاملا، من طرف الغالب بالله السعدي سنة972هـ/1565 م. فناء هذه المدرسة رحب، وأرضها مبلطة بالرخام الأبيض، يتوسطها صهريج مستطيل، ويكسو أعمدتها الزليج الملون، وتعلوها سواكب من خشب الأرز الذي نقشت عليه كتابة رائعة. ومما نقش في عتبة الباب الرئيسي: [أقامني للعلوم والصلاة أمير المؤمنين، وسبط خاتم الرسل، أسمى الخلائق عبد الله…]. والمسجد الملحق بالمدرسة يحتوي على أسكوبين، تزينهما أعمدة رخامية، أما المحراب فتكثر فيه زخارف نباتية، والنوافذ تعلوها نقوش.
عدد البيوت بها 132 بيتا. إلى جانب بيت الخلاء في الأسفل له منظف خاص به.
ومن المدارس السعدية:
مدرسة باب دكالة: عدد غرفها 13، 7 كبيرة، و6 صغيرة. ليس بها بيت للخلاء ولا ماء، ولا مكان لتنظيف ملابس الطلبة.
العصر العلوي: قامت حركة كبيرة على الصعيد الشعبي لإنشاء المدارس، كما أن جل المدارس التي أنشئت من إيراد بيت المال، أو الأوقاف. ومن أهم هذه المدارس التي كان يأوي إليها طلبة العلم في هذا العصر نذكر:
مدرسة مسجد بريمة
مدرسة ملحقة بضريح الشيخ التباع.
المدرسة العباسية: عدد الغرف بها 53 غرفة. 6 غرف كبيرة، و47 صغيرة. وبيت للخلاء به 4 بيوت. ينظفه منظف المدرسة. كما يوجد بوسط المدرسة مكان لتنظيف ملابس الطلبة.
مدرسة المواسين
مدرسة بحي ابن صالح: شيدها المولى الرشيد العلوي سنة1080هـ/ 1669م. عدد الغرف بها 65 غرفة كبيرة، و60 صغيرة. وبجانبها بيت الخلاء.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات