مقالات

مسجد لاسا الكبير بالتبت في الأرض المقدسة للبوذية التبتية

68

بالنسبة للكثيرين فمنطقة التبت الذاتية الحكم هي الأرض المقدسة للبوذية التبتية، غير أنهم لا يعرفون أن التبت تضم أيضا سبعة مساجد أكبرها مسجد لاسا الكبير. مراسلنا شيوي سو زار هذا المسجد العريق ووافانا بالتقرير التالي.

إنها الساعة الثانية والنصف بعد الظهر، أعداد غفيرة من المسلمين التبتيين يتوافدون على مسجد لاسا الكبير بالتبت لأداء صلاة الظهر. وفي قاعة الصلاة الكبرى هذه يؤدي حوالي سبعمائة مسلم يوميا صلاتهم، وفي يوم الجمعة يصل عدد المصلين إلى أكثر من ثلاثة آلاف شخص. حسب الإحصاءات، هناك نحو خمسة آلاف مسلم محلي في التبت، وهناك ما يزيد عن مئة ألف آخرين من المسلمين القادمين من المناطق الصينية الأخرى خاصة من شمال غربي البلاد إلى التبت للاتجار والعمل والدراسة. ورغم تواجدهم في أرض البوذية، غير أن ذلك لم يمنعهم من الاندماج بشكل جيد في المجتمع المحلي.

مسلم تبتي محلي: “ولدت وترعرعت في التبت، لم أشعر يوما بالغربة هنا، ندرس مع أبناء منطقة التبت ونعمل معهم، على الرغم من اختلاف معتقداتنا غير أن العلاقات بيننا منسجمة ويحترم ويساعد بعضنا البعض، ويمكننا أن نمارس أنشطتنا الدينية الإسلامية بكل حرية.”

بني مسجد لاسا الكبير في القرن العاشر الميلادي والآن تبلغ مساحة المسجد 1160 مترا مربعا، وتجمع عمارة المسجد بين الطرازين الإسلامي والتبتي. للمسجد عشرة آئمة، مما يلبي طلبات المسلمين التبتيين.

الإمام الأكبر للمسجد هو الشيخ يا قو مسلم تبتي محلي مولدا ونشأة، وهو عضو في اللجنة الدائمة للمؤتمر الاستشاري السياسي لمنطقة التبت الذاتية الحكم وعضو في الجمعية الإسلامية الصينية، وقد قدم لنا أحوال معيشة المسلمين في منطقة التبت.

يا قو، الإمام الأكبر في مسجد لاسا الكبير بالتبت: “يتمتع المسلمون في التبت بمعاملة تفضيلية من خلال سياسة الأديان والقوميات، وهم يتعايشون مع أبناء القوميات الأخرى بسلام وانسجام. وقد ظل مستواهم المعيشي يتحسن باستمرار خاصة بعد الإصلاح والانفتاح. إنهم يتمتعون بدفء وطننا الأم، ويستفيدون من ثمار التنمية الصينية سياسيا واقتصاديا. لقد ازداد عدد المسلمين التبتيين الذين يذهبون إلى السعودية لأداء فريضة الحج. ونحن دائما ندعو لازدهار بلادنا وحلمنا الصيني العظيم.”

وبالإضافة إلى ذلك، سلط الشيخ يا قو الضوء على كيفية معالجة الاختلافات بين الدين الإسلامي والبوذي.

يا قو، الإمام الأكبر في مسجد لاسا الكبير بالتبت: “يحترم المسلمون والبوذيون معتقدات بعضهم البعض.على سبيل المثال، في أحد الأعوام، صادف عيد الأضحى عيد ساغاداوا وهو عيد تقليدي للبوذية التبتية يمنع خلاله ذبح الحيوانات. لذا من أجل إظهار مدى الانسجام والتضامن بين القوميات المختلفة، ألغينا الذبح في المسجد، وتمت العملية في المنازل.”

يقال إن أسلاف المسلمين التبتيين قدموا من كشمير وأول دفعة منهم وصلت إلى منطقة التبت في القرن الثامن الميلادي، ثم أخذ عدد المسلمين يزداد يوما بعد يوم بفضل الزواج والتبادلات الاجتماعية المتواصلة حتى صار لهم حي خاص يتميز بخصائص إسلامية في مدينة لاسا. وفي محيط المسجد رأيت رجالا يلبسون قبعات بيضاء ونساء يلبسن الحجاب الأمر الذي جعلني أكاد أنسى أنني في مدينة بوذية.

الاقسام

اعلانات