مقالات

مسجد جينغجيو بنانجينغ — المسجد الذي ينبض بحيوية المجمتع الحديث

83

يعود تاريخ دخول الإسلام إلى مدينة نانجينغ إلى فترة متقدمة في التاريخ. فمنذ القرن الـ 13 ميلادي (حكم أسرة يوان الماغولية) وصل أول المسلمين إلى هذه المدينة. وفي أوائل حكم أسرة مينغ كان عدد المسلمين بمدينة نانجينغ يبلغ قرابة 100 ألف، ما يعادل 1\ 10 من سكان المدينة. لاحقا ورغم حركة التنقل الدائم للسكان، ورغم كثافة أعداد المسلمين في مختلف مناطق الصين، إلا أن نانجينغ كانت دائما أكثر المناطق الصينية الآهلة بالمسلمين في جنوب شرق الصين.

وفي أواخر عهد أسرة مينغ وبداية أسرة تشينغ المنشورية، أصبحت نانجينغ مركز الثقافة الإسلامية في كامل الصين. ويشير بعض الباحثين إلى أن نانجينغ تمثل نصف تاريخ الإسلام في الصين.

وقد انتقل مراسلنا مؤخرا إلى نانجينغ وأجرى حوارا مع الإمام تووه جيانمينغ، نائب مدير الجمعية الإسلامية بنانجينغ الصينية، وإمام مسجد جينغجيو بنانجيغ.

ويذكر الإمام تووه أن تاريخ مسجد جينغجيو يعود إلى أكثر من 620 سنة، وبعد تأسيس الصين الجديدة، قامت الحكومة بإعادة إصلاحه. وفي عام 1957، قامت الحكومة برصد مبلغ كبير لأعادة إصلاحه. وفي أكتوبر من عام 2002 تم تصنيفه على وحدة أثرية محمية على مستوى المقاطعة. وفي عام 2003 تمت إعادة إصلاح وصيانة جزء منه.

ويقول الإمام تووه أن العديد من أعلام المسلمين والحفظة الذين عاشو في آواخر عهد مينغ وأوائل عهد تشينغ وقاموا بـ “شرح الإسلام من خلال الكونفوشيوسية” و “ترجمة المؤلفات إلى اللغة الصينية” خاصة وانغ داييوي، وزونتشي، وليوتشي، قاموا جميعا بتقديم دروس دينية في هذا المسجد. وهؤلاء العلماء هم من قاموا بربط الدين الإسلامي بالثقافة الكونفوشيوسية، وشرحوا المؤلفات الكونفوشيوسية من خلال الفكر الإسلامي. حيث كونوا ما أصبح يعرف بـ”مدرسة نانجينغ”، التي قامت بتوطين الإسلام في الصين، وجعلت الإسلام الذي جاء من الخارج يكتسي بخصائص الثقافة الصينية التقليدية.

ويضيف الإمام تووه بأن مسجد جينغجيو قد عزز بناء فريق الأئمة الصينيين، وهو يولي أهمية كبيرة لتكوين الشباب. ويعمل أولا على جذب الكفاءات، وينتدب الطلبة الخريجين المتفوقين من المعهد الصيني للعلوم القرآنية لإثراء فريق الإئمة، ويضع نظاما دراسيا صارما. في ذات الوقت يوفر ظروف الدراسة ويشجع ويدعم الإئمة على تعلم المعارف غير الدينية، وإذا أتيحت الظروف يمكن دراسة بعض المواد الأخرى. ويوجد في المسجد العديد من الدروس على غرار الإنغليزية، الحاسوب، والقانون إلخ.

وتنقسم عملية إنتداب الإئمة الشباب إلى قسمين، قسم يخص تقييم الناس، يتم تحت إشراف المسؤولين عن المسجد الذين يدعون جماهير المسلمين لإجراء تقييم لتجربة عمل الإئمة الشباب وإلتزامهم الديني. وقسم يخص أئمة المسجد، حيث يجرون إمتحان كتابي في العلوم القرانية، واللغة الصينية والمستجدات السياسية وامتحان شفوي في الكلاسيكيات الدينية. ويقول الإمام تووه أن مسجد جينغجيو أصبح مسجدا دوليا منفتحا على العالم، وأن الأئمة تنتظرهم مسؤوليات جسيمة.

وإلتقى مراسلنا خلال زيارته إلى المسجد بأحد المسلمين الباكستانيين، حيث قال هناك الكثير من الطلبة المسلمين في جامعة نانجينغ وجامعة شرق نانجينغ يأتون إلى المسجد على متن حافلة خاصة من الجامعة، وأعرب عن إعجابه بأئمة مسجد جينغجيو وعن رغبته في التحاور معهم.
ووفقا للإمام تووه، يأتي آلاف المصلين الأجانب إلى المسجد في كل يوم جمعة لآداء الصلاة، حيث يأتي المصلين الصينيين إلى المسجد. كما يجذب المسجد العديد من المسلمين الأجانب الذي يأتون إلى نانجينغ للسياحة والدراسة والأعمال التجارية.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات