كشفت قائممقامية مدينة كركوك، الأربعاء، عن العثور على موقع آثري مهم يحتوي على قبور وأواني وقطع فخارية يعود تاريخها الى 4 ألاف سنة شمال غرب المدينة، فيما طالب مختصون في الآثار الحكومة العراقية بـتوسيع نشاط فرق التنقيب والتعاقد من خبراء أجانب مختصين في مجال التنقيب وزج كوادر عراقية معها للاستفادة من خبراتها.
وقال قائممقام كركوك كامل أحمد الصالحي في حديث لـ”السومرية نيوز”، إن “الشركة المنفذة للخندق الامني لمدينة كركوك واثناء حفرها المسار ضمن منطقة طوبزاوة (25كم شمال غرب كركوك)،عثرت على موقع آثاري يحتوي على قبور آثرية وجد فيها اواني وقطع فخارية”، مبيناً أن “الموقع الاثري يقع ضمن منطقة آثرية تشمل مواقع مهمة لم ينقب عنها منذ العهد الملكي في العراق وهي نوزي صاري و تبه مطارة وبران شهر ولم تعمل الحكومات المتعاقبة على الكشف عنها”.
وأضاف الصالحي أن” القائممقامية اجرت اتصالات مع دائرة اثار كركوك، والتي أجرت كشفاَ موقعياً على الموقع الاثري، أكدت انها بحاجة الى موافقة وزارة السياحة والاثار لاجراء اعمال التنقيب بالاضافة الى تخصيصات مالية”، منتقداً وزارة السياحة والاثار “لاغفالها 720 موقعا أثرياً مهما في كركوك وعدم قيامها بالتنقيب والحفريات على هذه المواقع والتي تمثل تاريخ العراق وكركوك”.
وأوضح الصالحي أن “هنالك مواقع أثرية بمناطق داقوق وتل قرجة هي عرضة للسرقة والنبش من قبل سراق ومهربي الاثار والتاريخ”، مطالباً وزارة السياحة والاثار بـ”عقد اتفاقات دولية مع خبراء تنقيب عن هذه الاثار وفتح متحف كبير ومركزي للاثار في كركوك”.
من جانبه، قال المختص في شؤون الآثار في كركوك علي الفاضل في حديث لـ “السومرية نيوز”، إن “الآثار المكتشفة في موقع طوبزاوة شمال غرب كركوك هي جزء من الحضارات التي تعاقبت في العراق وفي غالبها تعود للحضارة السومرية والأكدية أو الآشورية وغيرها”، لافتا إلى أن “مناطق جنوب كركوك وآثارها تعود للحقب التاريخية السومرية والأكدية”.
وأضاف الفاضل أن “هناك مواقع وتلول أثرية تعتبر منجم للحضارات التاريخية وما تحويه من قطع أثرية يمكن لها من تغير الكثير من المعلومات والحقائق التاريخية للحضارات التي عاشت على أراض العراق مهد أقدم الحضارات الإنسانية”، داعيا الحكومة العراقية الى “توسيع نشاط فرق التنقيب والتعاقد من خبراء أجانب مختصين في مجال التنقيب وزج كوادر عراقية معها للاستفادة من خبراتها”.
ويؤكد المؤرخون أن عمر مدينة كركوك التي تقع على بعد 250 كم شمال شرق العاصمة بغداد، يقدر بحوالي 5000 عام، ويعتقد البعض أن أصل تسميتها يعود إلى الحقبة الآشورية حيث أطلق عليها اسم ” كرخاد بيت سلوخ” التي تعني “المدينة المحصنة”.
وكانت مديرية حماية التراث والآثار في محافظة كركوك، أكدت في السابع من شباط 2012، أنها رفعت 60 تجاوزا على مواقع أثرية في كركوك، وفيما أعلنت عن وجود 728 موقعا أثريا تحت حماية المديرية في المحافظة، لفتت مديرية دائرة آثار كركوك إلى وجود نقص في عدد الحراس مقارنة بأعداد المواقع الأثرية الوافرة في المحافظة.
يذكر أن الآثار العراقية تعرضت لأوسع عملية نهب في العام 2003، ما أدى إلى اختفاء آلاف القطع التي لا تقدر بثمن من المتحف الوطني بالعاصمة بغداد ومن مواقع أخرى، واستعاد العراق مطلع العام الماضي نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة كانت ضمن قطع كثيرة هربت في أوقات مختلفة بصورة غير شرعية، وتم بيع أسطوانات تعود للحضارة السومرية، 3150 سنة قبل الميلاد، في مزاد كريستي العلني في ولاية نيويورك كانت سرقت في أعقاب حرب الخليج الأولى عام 1991، كما تم رصد عمليات تهريب للآثار من المتحف الوطني خلال العام 2008 أشار إليها تقرير لديوان الرقابة المالية آنذاك، علماً أن عمليات التهريب ما تزال قائمة لاسيما في المناطق النائية التي تفتقر إلى الحماية الحكومية.
Add Comment