السياحة بالعالم

الأقصر تتجه لأسواق سياحية جديدة في السعودية والخليج لجذب العرب

23جانب من أعمال الترميم

أعلن اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر (جنوب مصر) الاتجاه إلى أسواق سياحية جديدة مثل المملكة العربية السعودية وبلدان الخليج العربي لجذب السياح العرب خلال الفترة المقبلة. وقال إن «هذا يأتي في إطار مساعي الأقصر للبحث عن حلول لمعالجة أزمتها السياحية غير المسبوقة وبالتزامن مع الاحتفال بإطلاق اسم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز على أكبر ميادين المحافظة تقديرا لوقوفه بجانب مصر فيما تمر به من ظروف راهنة، وكذا الاتجاه إلى أنماط سياحية جديدة مثل سياحة المؤتمرات والسياحة الترفيهية والسياحة الرياضية والعلاجية».

يأتي هذا في وقت قررت فيه وزارة الآثار المصرية، افتتاح طريق الكباش الفرعوني بالأقصر الذي يربط معبدي الأقصر والكرنك، أمام السياحة العالمية في مارس (آذار) المقبل، وقال الدكتور محمد إبراهيم وزير شؤون الآثار، إن «طريق الكباش يبلغ طوله 2700 متر وعرضه 76 مترا، وتصطف على جانبيه تماثيل ملوك وآلهة مصرية قديمة على هيئة أبي الهول، ويعد من أقدم الطرق الدينية في العالم».

وقالت مصادر أثرية في الأقصر، إن «مشروع طريق الكباش يعتبر أحد الأحلام التي راودت أذهان الأثريين وعلماء المصريات في مصر والعالم، حيث سيمكن السائح من السير من معبد الأقصر إلى معبد الكرنك عبر طريق الكباش وسط مئات التماثيل المقامة على جانبي الطريق».

وتابعت المصادر الأثرية التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يصطف على جانبي طريق الكباش قرابة 1500 تمثال، ويرجع تاريخه لأكثر من خمسة آلاف عام، حيث شق ملوك مصر الفرعونية الطريق لتسير فيه مواكبهم المقدسة خلال احتفالات الأعياد كل عام»، مضيفة: «الملك كان يتقدم الموكب، يتبعه الوزراء وكبار الكهنة ورجال الدولة، إضافة إلى الزوارق المقدسة المحملة بتماثيل رموز المعتقدات الدينية الفرعونية، فيما يصطف أبناء الشعب على جانبي الطريق يرقصون ويهللون في بهجة وسعادة».

وأوضحت المصادر الأثرية أن «الملك أمنحوتب الثالث بادر إلى شق هذا الطريق بالتزامن مع انطلاقة تشييد معبد الأقصر، لكن الفضل الأكبر في إنجاز طريق الكباش يعود إلى الملك نختنبو الأول مؤسس الأسرة الثلاثين الفرعونية آخر أسر عصر الفراعنة».

من جانبه، أكد اللواء طارق سعد الدين محافظ الأقصر، استئناف العمل بمشروع كشف وإحياء طريق الكباش الفرعوني، لافتا إلى أن المشروع يهدف إلى تحويل مدينة الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح في العالم، ويعد أكبر مشروع أثري في العالم، مشيرا إلى بدء الدراسات الفنية الخاصة لإقامة جسرين علويين فوق الطريق حيث يتم وضع تصور لهما يتناسب والطبيعة التاريخية لطريق الكباش «الذي يعد الكشف عنه أكبر مشروع أثري في العالم أجمع».

ويقول الأثري أسامة إبراهيم، إن «طريق الكباش هو الطريق الذي يربط معبد الأقصر بمعبد الكرنك، وبه تماثيل لأبى الهول مثلت على شكل أبى الهول برأس كبش، والكبش هنا يرمز للإله آمون».

وأضاف إبراهيم لـ«الشرق الأوسط»: «أطلق المصري القديم على هذا الطريق اسم (وات نثر) بمعنى (طريق الإله)، وكانت التماثيل بالطريق تنحت من كتلة واحدة من الحجر الرملي ذات كورنيش نقش عليه اسم الملك وألقابه على قاعدة من الحجر، وأقيمت التماثيل على هيئتين: الأولى تتخذ شكل جسم أسد ورأس إنسان (أبو الهول)، والثانية تتخذ شكل جسم الكبش ورأس كبش رمزا من رموز الإله آمون رع».

في السياق نفسه، أوضح محافظ الأقصر أن مدينته تتوق إلى سياح الدول العربية لما يمثلونه من ثقل في حركة السياحة البينية بالمنطقة، إلى جانب ارتفاع مستوى المعيشة والقدرة الشرائية للسياح العرب، مشيرا إلى سعى الأقصر لتكون في مقدمة المدن الجاذبة لسائحي الخليج في مصر والمنطقة بتشجيع إقامة عدد من المشروعات الترفيهية والعلاجية؛ إذ يجري الإعداد لإقامة مجموعة منتجعات سياحية ترفيهية ورياضية تضم ملاعب للتنس والاسكواش وصالات جامنزيوم ومدينة للملاهي وبحيرات صناعية وألعابا مائية ضمن مشروعات هضبة الطود السياحية، بجانب وجود ملعب غولف دولي بالمدينة به 18 حفرة.

فيما قال مسؤول في محافظة الأقصر، إن «هناك سعيا جادا خلال الفترة المقبلة لجذب السياح العرب ضمن عدد من المحاور يجري العمل على تنفيذها؛ منها تسيير قوافل سياحية إلى البلدان الأوروبية، وإحياء طريق الكباش الفرعوني». وأضاف المسؤول لـ«الشرق الأوسط»، أنه «من المقرر إقامة مشروع (تليفريك سياحي) لربط البر الغربي للأقصر بشرق المدينة مرورا بنهر النيل ليعبر فوق معابد الكرنك ومقابر ملوك وملكات الفراعنة».

طريق الكباش بالأقصر.. وتصطف على جانبيه التماثيل

الصورة التي سيكون عليها طريق الكباش بعد فتحه أمام السياحة العالمية

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات