الاثار العربية

معاقل أثرية.. ومقابر ‘’ايذلمين’’ تتعرض للتآكل الجيولوجي والتاريخي.. بسبب الإهمال

أسفرت عملية البحث عن العديد من المعاقل والصروح الأثرية، والتي تقوم بها في أحايين كثيرة جمعية النهوض بمدينة عين فكرون بولاية أم البواقي، عن اكتشاف مقابر بمنطقة ‘’بوشان’’ بدوار الخوالدية بإقليم دائرة عين فكرون، حيث تتموقع كذلك أقدم مقبرة لعرش السقنية وهي مقبرة ‘’بابا أحمذ’’.

تمتد مقابر ‘’ايذلمين’’، أوما يعرف بمقابر ‘’الدولمن’’ وتعني هذه الكلمة، المغارة أوالمخبأ،  بدأ من منطقة سيقيس الأثرية إلى غاية هنشير تومغني مرورا بجبل لوساليت أو’’لوساليسيا’’ بعين فكرون، فهذه القبور، هي ذاتها التي تتناثر اليوم في شتات كل من ‘’بونوارة’’ بقسنطينة وولاية خنشلة.
ويعود تواجد هذه المقابر حسبما أكده رئيس جمعية النهوض بعين فكرون حكيم مراح، وهو أحد الباحثين والمهتمين بالآثار في المنطقة إلى العشرة آلاف سنة قبل الميلاد، مشيرا إلى أن تواجد هذه القبور سبق الحضارتين الريفية الأولى والثانية، مضيفا أن مساحة امتداد هذه القبور ما بين دوار الخوالدية حتى جبل ‘’لوساليت’’ تقدر بحوالي 100 هكتار، وتعد هذه القبور ـ حسب محدثنا ـ من القبور الملكية، أو ما يسمى باللغة اللاتينية بـ ‘’أل رجيس’’، وتعني وداي الملوك أوهضبة الملوك.
وأردف محدثنا أن الأمطار المتهاطلة بغزارة خلال الأسبوعين الماضيين، تسببت في تعرية بعض المواقع، والكشف عن قبور وقلعة تعود للعصور المندحرة، من حدود هنشير لخبة إلى غاية هنشير تومغني، ما يُبين أن لهذه القبور امتدادا شاسعا على مساحة تفوق 300 هكتار.
مقابر ‘’ايذلمين’’ وغيرها من المواقع الأثرية والتي يفوق تعدادها 300 موقع اثري بولاية أم البواقي وحدها، أبت الاندثار،  رغم محاولة الوأد المتعمد من قبل المهملين لها سواء أكانوا باحثين في التاريخ وعلم الآثار، أومسؤولين على مستوى قطاعي السياحة والثقافة، لم يتم تصنيفها كمحميات أثرية وطنية، ولم تصنف حتى كتراث محلي، بل ولم يتم جردها، أو ذكرها في الدليل السياحي الوطني، كما لم تجر بشأنها أية دراسة، رغم أنها مذكورة في الأطلس الأثري العالمي، وفقا للمسح الطبوغرافي ‘’ ستيفان غزال’’ الحاصل ما بين سنتي 1910 و1911، وهكذا تبقى هذه المواقع بين تسيب المسؤولين، وبين عمليات التعرية الجيولوجية التي تتسبب فيها الطبيعة في غالب الأحيان.

الاقسام

اعلانات