مقالات

جبل القلعة معلم اردني يحتضن تاريخا ممتدا الى نحو خمسة الاف عام

137

توالت الحضارات التي استوطنت الاردن ومرت بحالات ازدهار واضمحلال ونشوء وتراجع فيما تبقى اثار جبل القلعة معلما بارزا يسرد لزوار العاصمة عمان تاريخا تقول تقديرات انه ممتد الى نحو خمسة الاف عام.
والموقع المقام على تلة بادية للعيان من مختلف مناطق العاصمة حافظ على موروث حضاري ممتد الى تاريخ من العصور البرونزية والحديدية عصر المملكة العمونية ثم الرومانية فالبيزنطية وبعدها جاء الامويون والعباسيون الذين تركوا اثارا ومنحوتات تجسد هذه الحقب التاريخية.
وتدل الدراسات التاريخية والقطع الاثرية على ان المكان ارتبط بمحيطه وشكل نواة لموروث تاريخي وحضاري يتجسد في مبان ومنشات قديمة كالمدافن وبيوت السكن واسوار حصنت القلعة يعمل متخصصون على استكشاف امتدادها الجغرافي في حدود العاصمة عمان.
وفي الموقع اول متحف وطني اردني يقدم عرضا تاريخيا لبداية الاستيطان البشري في الاردن وفي موقع جبل القلعة من خلال اوان فخارية وتماثيل ومنحوتات ومصنوعات لثقافات بشرية.
وبعضها استقر في الموقع لقرون طويلة كالرومان الذين احتلوا المنطقة عام 63 قبل الميلاد وورثهم البيزنطيون في حين استمرت السيطرة الاموية على المكان فترة تقل عن قرن واحد جاء بعدهم العباسيون الذين استمروا حتى منتصف القرن الثامن.
ويقول مدير دائرة الاثار العامة في الاردن الدكتور منذر الجمحاوي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) هنا اليوم ان القلعة تعد من اقدم المعالم المعروفة في عمان ودلت التنقيبات الاثرية على ان هذه القمة استعملت كمكان للاستقرار البشري وكحصن اقيم قبل عدة الاف من السنين وحسب بعض التقديرات منذ الفترة التي شهدت ولادة حضارة وادي النيل.
وقال الجمحاوي ان الحضارات قدمت وولت وازدهرت واضمحلت لكن القلعة ظلت صامدة بمثابة متحف مكشوف حيث بامكان الزائر ان يسافر عبر الزمن ليشاهد بقايا الحضارات التي تعاقبت على الموقع.
ويستشهد بمحتويات المتحف مشيرا الى ذكر القلعة بالكثير من المصادر التاريخية.
وأوضح ان القلعة تعرضت للعديد من الهزات الارضية والحروب الدموية وحكمها قادة مشهورون.
واكد ضرورة الاخذ بالحسبان ان الاستقرار والسكن خلال الحقب التاريخية المتعاقبة لم يقتصر على القلعة التي كانت محاطة بالاسوار التحصينية بل امتد الى منطقة واسعة تحيط بوسط عمان ما يجعل الاحتمال ما يزال قائما لاكتشاف مبان ومنشات قديمة كالمعابد والقصور والبيوت والمدافن.
وقال ان القلعة تحتضن اول متحف وطني للاثار بني عام 1951 ويحتوي مجموعات من القطع الاثرية التي يعود بعضها الى العصر الحجري القديم كالادوات الصوانية ويضم كذلك الاواني الفخارية والتماثيل اضافة الى مجموعات من قطع العملة المتنوعة التي وجدت في عمان ومواقع اخرى في الاردن.
وذكر ان من بين ابرز مقتنيات المتحف مجموعة من التماثيل الجصية التي تصور اجسادا بشرية تعود الى الالف الثامن قبل الميلاد.
كما يضم المتحف مخطوطات البحر الميت التي كتبتها جماعة دينية تدعى الاسينين تتضمن اجزاء من سفر التكوين وبعض النصوص الادبية والتشريعات التي تخص هذه الجماعة حيث تم اكتشافها بطريق الصدفة داخل جرار في احد كهوف شمال غرب البحر الميت.
والمح الجمحاوي الى وجود مساحات واسعة في القلعة لم يتم التنقيب فيها لذا “فان الفرصة لا تزال مهيأة للعثور على مكتشفات مهمة خاصة مع تقدم اساليب التنقيب والبحث العلمي”.
وعن عناصر الموقع قال الجمحاوي ان جبل القلعة يشتمل على برج و(معبد هرقل) والقصر والكنيسة والبركة وغيرها من الاثار التي تميز الموقع الذي يتمتع بمزايا عسكرية واستراتيجية حيث كان محاطا بسور عال تقوم عليه ابراج للمراقبة وترتفع الى عشرة امتار تقريبا.
وتشير الحفريات المكتشفة الى ان الاثار تعود الى العصر البرونزي المتوسط والحديدي والهلينستي والروماني حتى العصر الاسلامي.
ويوجد في الطرف الشمالي بناء يعود الى الفترة الاموية ويطلق عليه اسم (القصر الاموي) ويعود الى القرنين السابع والثامن الميلاديين ويعتقد انه اقيم على اساسات رومانية.
ويتكون البناء من قاعة استقبال مؤلفة من عدة غرف تحيط بالقاعة الرئيسية التي تزين جدرانها الزخارف الاسلامية المنحوتة في الحجر الجيري.
ومن المعالم الاثرية ايضا هيكل هرقل الذي بناه الامبراطور الروماني ماركوس اوريليوس ويشتمل الموقع على بقايا كنيسة بيزنطية ترجع الى القرن السادس الميلادي.
من جانبه قال الامين العام لوزارة السياحة عيسى قموه في تصريح مماثل ل(كونا) ان جبل القلعة معلم مهم ويعد من المعالم السياحية والاثرية التي تتمتع بها الاردن والتي وضعته في مرتبة متقدمة في عالم السياحة.
واضاف قموه ان وزارة السياحة وبالتعاون مع القطاع الخاص استثمرت ملايين الدنانير الاردنية لتطوير البنى التحتية للمواقع السياحية والاثرية وتاهيلها حتى تكون جاهزة لاستقبال المستثمر والزائر والضيف ومن ضمنها جبل القلعة الذي يعد من اكثر المناطق جذبا للسياح في عمان سواء على المستوى الخارجي او الداخلي.
ومضى الى القول ان جبل القلعة يستضيف الكثير من الانشطة الثقافية والسياحية والحفلات الموسيقية ويعد من اهم اماكن الاحتفال الرئيسية في الاردن نظرا لموقعه المطل على معظم مناطق العاصمة عمان خاصة وسط البلدة القديمة.

الاقسام

اعلانات