المتاحف والمعارض

“معرض صيدا – 15 عاماً من التنقيب والاكتشافات الأثرية” عودة إلى نهاية الألف الرابع قبل الميلاد حتى القرون الوسطى

199

لا يحتاج زائر “معرض صيدا – 15 عاما من التنقيب والاكتشافات الاثرية الفريدة” سوى دقائق معدودة ونظرة سريعة، كي يعود به الزمن الغابر الى نهاية الالف الرابع قبل الميلاد وحتى الحقبة الاسلامية مرورا بالحقبات الكنعانية والفينيقية والفارسية والرومانية والقرون الوسطى.

والمعرض هو نتاج عمل دؤوب ومتقن بدأ منذ العام 1998 داخل حفرية الفرير الاثرية – شارع الشاكرية عند الجهة الشرقية لمدينة صيدا القديمة، قام به فريق متخصص من بعثة المتحف البريطاني بقيادة الخبيرة الاثرية كلود ضومط سرحال وبالتعاون مع المديرية العامة للآثار.
ولأن الحكومات اللبنانية المتعاقبة منذ تاريخ الاستقلال بدت عاجزة او غير مهتمة لتنفيذ هذا العمل، فإن وجود بعثة المتحف البريطاني ومواظبتها الدؤوبة على العمل أديا الى اكتشافات فريدة من نوعها في لبنان والدول العربية ستفرض على المؤرخين اعادة كتابة تاريخ صيدا في شكله الصحيح، معززا بالادلة والبراهين الحسية. وستفرض ايضا على الجهات المسؤولة والمعنية في البلد التعجيل في بناء المتحف الوطني في صيدا الذي وضع حجر الاساس له خلال موسم الانتخابات النيابية الاخيرة ووقع عقد تنفيذ العمل قبل نحو ثلاثة اشهر، علما ان المعرض الحالي اقيم في مبنى مصلحة الآثار في صيدا قرب موقع حفرية الفرير التي سيشاد بالقرب منها متحف صيدا الوطني وقامت بتنظيمه جمعية الاصدقاء اللبنانيين البريطانيين للمتحف الوطني ومولته مؤسسة فيليب جبر، على رغم وجود عشرات المؤسسات والجمعيات والمئات من رجال المال والاعمال في صيدا، والتحضيرات لتنظيمه بدأت منذ اكثر من سنة.
43 قطعة اثرية تعتبر نادرة ومميزة وضعت باتقان داخل المعرض وهي اختيرت من اصل 1400 قطعة تم اكتشافها وتصويرها من داخل موقع الحفرية الاثرية، وتجسد كل قطعة او اكثر حقبة معينة من تاريخ صيدا القديم. وترغب المشرفة على المعرض واعمال التنقيب كلود سرحال في تسليط الضوء على اهميته لأن اعمال التنقيب والاكتشافات باتت معروفة. فالمعرض اليوم يشكل كنزا اثريا لا مثيل له في المنطقة، وهو يسلط الضوء على اهمية المتحف الاثري الذي سيقام في صيدا على مقربة من حفرية الفرير والذي سيضم في جنباته نحو 1400 قطعة اثرية متفاوتة الحقبات التاريخية، فضلا عن كونه الاول خارج العاصمة بيروت. والاهم من ذلك انها المرة الاولى التي يتم فيها تعزيز رابطة العلاقة بين الزائر وبين القطع الاثرية، ففي كل متاحف العالم او المعارض يرى الانسان القطعة الاثرية، بينما في هذا المعرض يستطيع ان يشاهد بأم العين تاريخ ومكان استخراج القطع الاثرية وكيف جرى ترميمها والحفاظ عليها وصولا الى ابرازها، اي تعزيز العلاقة بين الانسان والآثار والدخول اليه مجاني وسيركز على تلامذة الشبكة المدرسية لمدينة صيدا والجوار بهدف إشراك عدد كبير من تلامذتها.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات