الاثار العربية

علماء الآثار: دعوات معاودة دفن المومياوات إنذار باندثار الحضارة المصرية وانتهاء علم برع فيه المصريون

21

أكد لفيف من علماء الآثار أن الدعوات التى تطالب بمعاودة دفن المومياوات المصرية تعد إنذارًا باندثار حضارة عريقة أذهلت العالم ومازالت حتى الآن، ودفنًا لعلم التحنيط الذى برع فيه المصريون القدماء.

وأضاف أن عرض المومياوات الفرعونية كما هى عليه لايعد انتهاكًا لحرمة الموتى إنما جاء تنفيذًا لديانتهم الوضعية بالاضافة إلى أن وجود المومياوات على الشكل الذى توجد عليه حاليًا، يستخدمه العلماء لدراسة الأمراض، وأن المصريين عامة والأثريين خاصة يحترمون قدسية المومياوات ويحافظون عليها.

وفى هذا الشأن، أشارت الدكتورة هدي عبدالحميد، مدير عام الترميم بالمتحف المصرى، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن هذ الموضوع أثير منذ أيام الرئيس الراحل أنور السادات ولكن لم يتم تنفيذه، مؤكدة أن المومياوات المصرية تعد جزءًا أصيلاً من التراث والحضارة المصرية العريقة التى يفتخر بها المصريون أمام العالم اجمع.

وأعربت عن استغرابها من تلك الدعوات التى تطالب بالتفريط فى التراث ودفن تلك المومياوات التى جعلها الله عبرة لنا حيث نجى فرعون موسى بعد غرقه.

من جانبها، أكدت الدكتورة رانيا أحمد علي حسن، أخصائية صيانة المومياوات بمعمل الترميم بالمتحف المصري، أن مصر تمتلك أشهر وأكبر عدد من المومياوات المصرية القديمة بالعالم، والتى تعد كنزا ميزنا به الله ليكون لنا عبرة ومنبرًا للعلم والبحث والتأمل”.

وأوضحت أن المومياوات المصرية هى أول ما يجذب الأجانب ويلفت نظرهم لزيارة مصر، وتجيء أولى الاشارات الى المومياوات للمؤرخ الإغريقي هيرودوت، وتبعه المؤرخ ديودور الصقلي، ووصف هؤلاء المؤرخون في كتاباتهم طريقة تحنيط المومياوات عند زيارتهم لمصر، وبداية من القرن السادس عشر الميلادي وحتى الآن يأتي الاجانب لزيارة مصر لرؤية المومياوات بأرضها الطبيعية.

وأشارت إلى أن تلك المومياوات لم تكن مصدرًا للسياحة فقط بل هي منبر للعلم والدارسة يستخدمها العلماء لمعرفة الأمراض التي انتشرت قديمًا، وهناك الآلاف من الابحاث قامت بدراسة الامراض القديمة لدي المصريين القدماء ودراسة التطورات التي طرأت علي هذه الأمراض علي مر الزمن.

وأعربت العالمة المصرية عن صدمتها وتعجبها من ظهور بعض الدعوات التى تطالب بمعاودة دفن المومياوات المصرية، مشيرة إلى إننا كمصريين وأثريين ومرممين وباحثين نحترم المومياوات و قدسيتها ونحافظ عليها ولن نسمح بالمساس بها فتلك المطالب بمثابة دعوات لدفن حضارتنا وتاريخنا بأيدينا.

وقالت إنه في الوقت الذي يقوم به الغرب بتنظيم معارض للمومياوات المصرية ببلادهم والتى تحقق نجاحات باهرة، وتقوم هوليود بإنتاج انجح القصص والافلام عن المومياوات المصرية ليدر به ملايين الدولارات لتتدفق في اقتصادهم نحاول نحن اصحاب هذه الحضارة ان ندفنها، مؤكدة أن المصريين هم حراس على تلك الحضارة فقط فهي ليست ملكية خاصة وننتظر تصريح الدفن لندفها .

وأكد الدكتور أيمن وزيري، بقسم الآثار المصرية كلية الاثار جامعة الفيوم، أن الدعوات التى تطالب بدفن الموميات تعد اجحافًا منا نحن الاحفاد بما فعله الأسلاف والأجداد بعدما توصلوا الى فن التحنيط الذى يعد لغزا حتى الآن، ليتم دفنهم أو دسهم في التراب الذي يؤدي إلى التحلل والإندثار وهذا يخالف ما أوصوا به في نصوصهم، فهم أناس ذوي ديانة وضعية وليست سماوية ليتم دفن موتاهم في التراب، وإلا ما كان الله نجى فرعون موسى بعد غرقة ليجعله لمن خلفه عظة وعبرة.

واشار إلى أن تلك الدعوات تنذر باندثار معطيات وبراهين الحضارة المصرية العريقة التي نفتخر بها فى العالم اجمع فبعدما حاول القدماء المصريين وجاهدوا من أجل كبح جماح عملية التحلل والتعفن والاندثار نحاول نحن الآن إعادة المومياوات إلى ما كانوا يخشون منه وهو التحلل والإندثار وهو ماسيحدث عند وضع تلك المومياوات في باطن الأرض أو إرجاعها إلى مقابرها.

وأضاف أنه عند إعادة المومياوات إلى المقبرة نكون غير قادرين على إمكانية حفظها من عوامل التحلل والإندثار لأن المقابر عادة مفتوحة وبذلك تكون مرتعا للأمراض والتحلل والاندثار لهذه المومياوات ، وهذا جرم يعاقب عليه قانون حماية الآثار.

الاقسام

اعلانات