الاثار العربية

“السياحة” تعلن استراتيجية جديدة لحماية الأثار وتطويرها وتؤهل خان تاريخي بالنجف بـ(1.5) مليار دينار

أعلنت وزارة السياحة والآثار العراقية، اليوم السبت، عن سعيها لتنبي استراتيجية جديدة لحماية المواقع الأثرية والتراثية في البلاد، وفي حين بينت أنها تعمل بمساعدة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) على تطوير تلك المواقع، أكدت الانتهاء من ترميم خان تاريخي في النجف بكلفة مليار وخمسمئة مليون دينار.
جاء ذلك خلال ندوة حوارية عقدتها الوزارة، مساء اليوم، في بناية خان الشيلان التاريخي، وسط المدينة القديمة في النجف،(160 كم جنوب العاصمة بغداد)، بحضور وزير السياحة والآثار، لواء سميسم، والنائب طلال الزوبعي، وعدد من المؤرخين والمهتمين، وحضرتها (المدى برس).
وقال وزير السياحة والآثار لواء سميسم، خلال الندوة، إن “الآثار العراقية بعامة والنجفية بخاصة، تعرضت لحملة عبث شرسة”، مشيراً إلى أن “الوزارة استطاعت بمساعدة الأجهزة الأمنية إفشال العديد من المحاولات لتهريب قطع أثرية مهمة”.
وأضاف سميسم، أن “الاستراتيجية الجديدة للوزارة تتضمن حماية المواقع الأثرية كافة وتطويرها”، لافتاً إلى أن “لدى الوزارة مشاريع عديدة تسعى لتنفيذها جميعا لتطوير الواقع الآثاري في العراق”.
من جانبه قال المستشار القانوني في وزارة السياحة والآثار، محمد عنوز، في حديث إلى (المدى برس)، على هامش الندوة، إن “الوزارة تعمل على مشروع تطوير الآثار في العراق عبر دراسة قدمتها شركة بوركير الكندية للخدمات الاستشارية، بالتعاون مع منظمة اليونيسكو تضمنت استراتيجية شاملة لتطوير تلك المواقع”، مشيراً إلى أن تلك “الدراسة استغرقت عاماً كاملاً وقد عقدت الوزارة عدة ورش عمل في بغداد والعاصمة الأردنية عمان، لمناقشتها، وبيان كيفية صيانة المواقع الأثرية في محافظتي النجف وبابل”.
وكانت الندوة الحوارية قد تضمنت الإعلان عن الانتهاء من إعادة تأهيل خان الشيلان أحد المواقع التاريخية في المحافظة.
وبهذا الشأن قال مدير المشروع، حمزة الخالدي، في حديث إلى (المدى برس)، إن “تأهيل خان الشيلان استغرق بحدود الثلاث سنوات وكلف مليار ونصف المليار دينار”، مبيناً أن “ملاكات وزارة السياحة والآثار أسهمت في تأهيل الخان بالتعاون مع اعمار النجف، حيث تضمنت العملية ترميم الموقع مع الحفاظ على عمارته الإسلامية وموجوداته”.
يذكر أن خلان الشيلان، أحد خمسة مواقع تم تأهيلها في محافظة النجف، وهو المكان الذي استخدمه الثوار في ثورة العشرين (1920)، ضد الاحتلال الانكليزي للعراق، كسجن للجنود البريطانيين، وما تزال كتابات الأسرى وذكرياتهم موجودة على جدرانه.
وكانت وزارة السياحة والآثار، أعلنت في (الـ12 من أيلول 2013 الحالي)، عن تسلمها 24 قطعة أثرية مسروقة في محافظة النجف، واكدت أن القطع كانت معدة للتهريب، وفي حين بينت أنها تسلمت حتى الآن أكثر من 117 ألف قطعة أثرية مسروقة، أكدت قيادة شرطة النجف أنها ضبط تلك الآثار تم بعد إخبار أحد المواطنين عن مكانها.
وتعرضت الآثار العراقية لأوسع عملية نهب في سنة 2003 وما بعدها، ما أدى إلى اختفاء آلاف القطع التي لا تقدر بثمن من المتحف الوطني بالعاصمة بغداد ومن مواقع أخرى في أنحاء البلاد، واستعاد العراق مطلع 2010 نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة الأميركية كانت ضمن قطع كثيرة هربت في أوقات مختلفة، وتم بيع اسطوانات تعود للحضارة السومرية في مزاد (كريستي) العلني في مدينة نيويورك بعد أن سرقت في أعقاب حرب الخليج الأولى عام 1991، كما أن عمليات سرقة الآثار ما تزال قائمة لا سيما في المناطق النائية التي تكثر فيها التلال الأثرية وتفتقر إلى الحماية الأمنية.

الاقسام

اعلانات