مقالات

حصون بوابة مصر الشرقية.. قلاع سيناء.. تاريخ الكفاح وصد الغزاة ولصوص الأوطان

111

كانت سيناء وما زالت حائط الصد الأول عن مصر ضد كل الغزاة الذين أرادوا غزو مصر من بوابتها الشرقية عبر التاريخ وكانت بحق مقبرة الغزاة، لذلك انتشرت القلاع الحربية فى ربوعها من شمالها لجنوبها ووسطها، فما حاول أعداء الوطن المتربصون بمصر سوءًا أن يصمدوا إلا هلكوا.

في البداية أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بوزارة الآثار، في تصريحات خاصة لـ “بوابة الأهرام” أن سيناء تضم قلاعًا وأبراجًا دفاعية حصينة استخدمها المصريون لمحاربة أعداء الوطن عبر التاريخ، فيوجد بمحافظة شمال سيناء قلعة العريش، وقلعة الطينة، وقلعة الفرما، وفى الوسط قلعة نخل وفى جنوب سيناء قلعة صلاح الدين في طابا، ورأس سدر، وقلعة نويبع، وقلعة رأس راية بطور سيناء علاوة على القلاع والأبراج الدفاعية فوق الجبال والتي أنشئت قبل العصر الإسلامي وحتى الأديرة التي بناها جستنيان بسيناء في القرن السادس الميلادي كانت على هيئة حصون مثل دير سانت كاترين ودير الوادى بقرية الوادي بطور سيناء.

وعن قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا يوضح ريحان أنها تبعد 10 كم عن مدينة العقبة وتبعد عن شاطئ سيناء 250 مترًا وتمثل قيمة تاريخية ثقافية هامة أنشأها القائد صلاح الدين عام 567 هـ 1171 م لصد غارات الصليبيين وحماية طريق الحج المصري عبر سيناء وكان لها دور عظيم فى حماية سيناء من الغزو الصليبى حين حاصرها الأمير أرناط صاحب حصن الكرك 1182 م، وتم طرده ومتابعته، وتحوى القلعة عناصر دفاعية تتمثل فى سور خارجى كخط دفاع أول تخترقه تسعة أبراج دفاعية ثم تحصينين شماليين، ويخترقه 14 برجًا من بينها برج للحمام الزاجل وتحصين جنوبى صغير ولكل تحصين سور دفاعى كخط دفاع ثان وتخترق هذه الأسوار مجموعة من الأبراج بها مزاغل لإطلاق السهام منها كما تحوى قاعة للمشورة الحربية وغرفة قيادة وحجرات للجنود وخزانات مياه ومسجدًا وحمام بخار.

وأشار ريحان إلى أن قلعة الجندي برأس سدر سميت بهذا الاسم لوقوعها على رأس تل يشبه رأس الجندى، وقد توفرت لهذه القلعة كل وسائل الحماية فهى مبنية على تل مرتفع 645 مترًا فوق مستوى سطح البحر وشديدة الانحدار فيصعب تسلقها، ومهاجمتها ومحاطة بخندق اتساعه ما بين 5 إلى 6 أمتار مما يزيد من مناعتها، والقلعة قريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب حيث تقع على بعد 5 كم منها عين ماء تسمى عين صدر ما يزال أهل سيناء يستعملونها حتى الآن والقلعة بناها صلاح الدين من عام 1183 إلى عام 1187 م من الحجر الجرانيتى والجيرى والرملى وتتكون من عدة مستويات كل مستوى مخصص لغرض حربى أو مدنى معين وتتكون من شكل مستطيل غير منتظم الأضلاع طولها ما بين 100 إلى 150 م وأقصى عرض 120 م ومحاطة بسور دفاعى عرضه 2 م دعمت أركانه بأبراج دفاعية وتحوى ثلاثة خزانات للمياه ومسجدين ومصلى خاص بصلاة العيدين فقط.

وتابع ريحان أن قلعة نويبع تقع بمنطقة الترابين فى قلب المنطقة السياحية وتبعد 200م عن شاطئ خليج العقبة بنيت عام 1893م على مساحة 1000م2 فى عهد الخديوي توفيق وانتقل إليها الجنود المصريون لوفرة المياه وسهولة المواصلات وقربها من البحر والتجمعات السكانية وكان يوجد بها عدد من رجال الهجانة لحماية المنطقة.

أما حصن رأس راية فيقع بمنطقة رأس راية بطور سيناء بالقرب من قرية الجبيل وهو حصن مربع أضلاعه من 78 إلى 78.5م له سور يتخلله أبراج دفاعية سبعة بالإضافة لبرجى المدخل ويحوى مسجدًا وخزان مياه، وكشف به عن آثار يعود تاريخها إلى القرن الثامن حتى القرن السادس عشر الميلادى بالإضافة إلى الحصون الطورية التى ذكرت فى العصر الفاطمي وبنيت بطور سيناء لحماية المنطقة وقد حمت هذه الحصون الأديرة والكنائس والقلايا والممتلكات الخاصة بالمسيحيين كما كان الطور بجنوب قلعة بناها السلطان العثماني سليم الأول فى القرن التاسع عشر.

وعن قلاع شمال سيناء يوضح ريحان أن قلعة الفرما تبعد 35 كم شرق مدينة القنطرة شرق على شاطئ البحر المتوسط عند قرية بلوظة وتبعد الآثار المكتشفة بالفرما 5كم عن الطريق الرئيسى طريق القنطرة- العريش وكانت تقع على أحد فروع النيل وهو الفرع المعروف باسم بيلوزيان نسبة إلي مدينة بيلوزيوم (الفرما) وباقى مصبه كان يقع بقربها وبها بقايا حصن سور من الطوب الأحمر وبعض أعمدة من الجرانيت، والفرما هى المدينة التى ذكرت فى القرآن الكريم حين طلب نبي الله يعقوب عليه السلام من أبنائه ألا يدخلوا من باب واحد بل من أبواب متفرقة وهى ابواب مدينة الفرما، وبالفرما حصن الطينة المشرف على البحر المتوسط الذي بناه الخليفة العباسى المتوكل على الله وتولى بناءه عنبسة بن اسحق أمير مصر فى سنه 239 هـ 853 م عندما بنى حصن دمياط وحصن تنيس.

كما يحوى شمال سيناء قلعة العريش الذى بناها السلطان العثمانى سليمان القانونى عام 1560م وقد شهدت القلعة اتفاقية العريش مع الفرنسيين عام 1800م وكانت مجهزة بالمدافع للدفاع عن حدود مصر الشرقية لذلك فإن سيناء كانت وما زالت خط الدفاع الأول عن مصر.

الاقسام

اعلانات