الاثار العربية

‘دير قلعة’ مهد تراث ‘دير بلوط’

a2986298a9762391

ما أن تقف على مدخل سهل بلدة دير بلوط في غرب مدينة سلفيت وتنظر إلى المنطقة الشرقية حتى يكون على مستوى نظرك حاجز إسرائيلي يقف عليه جنود مدججون بسلاحهم, وما أن يعلوا نظرك للأعلى حتى ترى أكوام الصخور والرمال المترامية على أحد الجبال الحارسة لبلدة دير بلوط.

أكوام الصخور هذه لم تنشأ بفعل التقلبات الطبيعية وانقسام الجبال, فالجرافات الإسرائيلية ومناشير الحجر المستحدثة من المستوطنين كانت كفيلة في أن تجعل أكوام من الصخور جاثمة على نبض جبال بلدة دير بلوط.

لكن هذه الأكوام لم تصل بعد للجبل المحاذي لها, والذي يضم بين صخوره أهم الأثار البيزنطية في تلك المنطقة المسماة “دير قلعة”.

الدير الذي يطل على بلدة دير بلوط على السهل الساحلي الفلسطيني احتل منذ عام 1948, لكونه منطقة أثرية على مستوى فلسطين .

ومنذ تلك الأعوام الصاخبة كانت دير قلعة تشكل منطقة تقاطع الطرق القديمة بين القدس وقيسارية على البحر المتوسط واللد ونابلس.

كل قطعة في دير قلعة تحاكي تراثاً وتاريخاً يطول الحديث عنه, فما أن تطأ قدما الزائر لهذه المنطقة حتى يبدأ بالتفكر بالمكان وما يحتويه.

فقبل التنقيبات الإسرائيلية الأخيرة، كانت المسوحات الأثرية كشفت عن وجود بوابة رئيسية في الجدار الجنوبي، حيث تتناثر في المكان بقايا معمارية من أعمدة وتيجان تحمل رمز الصليب، كما تظهر في المكان بقايا الخزان المائي المركزي، الذي يعتبر من أكبر الخزانات المائية المعروفة في فلسطين بالفترة البيزنطية.

الدير الذي يعود إلى القرنين السادس والسابع الميلاديين, يبلغ طوله 54 متراً يحتوي على ساحة داخلية كان يجتمع بها البيزنطيون, ويعتقد أن تشييده تم في عهد الإمبراطور جوستنبيان.

وعندما يريد الزائر أخذ قسط من الراحة فإن أروقة الكهوف التي يحتويها الدير كفيلة بهوائها المنعش لعلو ارتفاعها بأن توفر الراحة الكاملة له, لتجد إلى جانب الراحة النوافذ الصغيرة المحكمة بدقة في بنائها، لترى مساحة واسعة من الجبال والأراضي من نافذة طبيعية لا تتجاوز طولها نصف المتر المربع.

المكان الأثري يعتبر متنفساً بعض الشيء لبلدة دير بلوط والقرى المجاورة, لكن بين دير قلعة ودير بلوط احتلال يمنع التقاء الدير بالدير ليكون الجسر الهوائي بالأمل ونظرة أهالي البلدة رابطاً وثيقاً بينهما.

الاقسام

اعلانات