السياحة بالعالم

تونس.. سياحة “تحت الحراسة”

TUNISIA-UNREST-TOURISM

مثل غيرها من الدول التي تشهد تغييرات جذرية في العامين الأخيرين، فيما سمي “الربيع العربي”، يعاني قطاع السياحة في تونس تراجعا كبيرا، زادت من حدته مؤخرا أعمال عنف متفرقة يشهدها البلد الذي كان يعول كثيرا على هذا القطاع.

ومع حلول فصل الشتاء، المفضل لعشاق رحلات “السفاري” الصحراوية التي تزدهر في تونس، تشدد السلطات إجراءاتها الأمنية على الساحل الشرقي من البلاد، حيث أفضل مواقع السياحة في البلد ذي الاقتصاد المتداعي.

وتضاعفت عمليات المراقبة الأمنية كثيرا في ولاية سوسة (140 كلم جنوب تونس العاصمة)، حيث فجر انتحاري حزامه الناسف، الأربعاء، على الشاطئ دون أن يخلف خسائر مادية ولا بشرية.

ولم تخف وسائل الإعلام التونسية مخاوفها على مستقبل قطاع السياحة المتداعي منذ يناير 2011، التي أدت إلى انخفاض موارده بنحو 30%، وما زال يجتهد من أجل العودة إلى مستواه قبل الثورة الشعبية.

لكن رئيس الاتحاد التونسي لوكالات السفر محمد علي التومي، يفضل إبداء التفاؤل بشأن قطاع السياحة، رغم إقراره بما أصابه.

وقال التومي إن “الأجانب متحفظين في حجز عطلات. هذا صحيح لكننا نقدر أن يكون ذلك عابرا، سيكون ذلك صعبا خلال الأيام المقبلة، لكننا بعد ذلك سنعود إلى الحياة العادية إن شاء الله”.

ولاحظ مراسل وكالة “فرانس برس” دوريات أمنية تعج بها المنطقة السياحية (الساحل الشرقي) حيث أقيمت حواجز في مقاطع الطرق وانتشر رجال شرطة أمام المحال.

وأعرب بعض السياح في منتجع القنطاوي، على مسافة 10 كلم من مكان الهجوم ، عن قلقهم، وكذلك في المنستير حيث وقع اعتداء آخر، الأربعاء أيضا، لكن دون هلع.

وقالت سائحة فرنسية تدعى أوريليه، وهي تتنزه مع كلبها: “شعرت حقا بالخوف، لكن لا أعتقد أن هذا النوع من العمليات يشكل خطرا على تونس. جمال الطقس يجلبنا دائما إلى هنا، وأنا مصممة على إنهاء عطلتي”.

كذلك قررت ميشال، وهي أيضا فرنسية في الخمسين من العمر، عدم الرحيل وقالت وهي ممدة على الشاطئ: “لا أريد أن أفكر في ذلك كي لا يفسدوا علي عطلتي”.

وفي العاصمة التونسية عززت الشرطة انتشارها، في جادة الحبيب بورقيبة الرئيسية وقطعت حركة السير أمام وزارة الداخلية بأسلاك شائكة.

وفي جرجيس (جنوب شرق)، المنطقة السياحية القريبة من جزيرة جربة عند الحدود التونسية الليبية، التي تعتبر معبرا مهما لمهربي الأسلحة، تكثف الانتشار الأمني.

وفي مدخل منطقة الفنادق انتشرت مدرعات، وتجوب دوريات مستمرة من الشرطة والعسكر الطريق المؤدية إلى ليبيا تفتش العديد من السيارات.

وجرت أحداث الأربعاء في خضم المباحثات بين السلطات والمعارضة، لتعيين رئيس وزراء جديد قبل حلول السبت، ليحل محل علي العريض المنتمي لحركة النهضة الإسلامية، من أجل إخراج البلاد من أزمة سياسية عميقة.

ومن شان المباحثات أيضا أن تساهم في المصادقة على الدستور الذي طالت صياغته منذ سنتين، وتنظيم انتخابات تعطي البلاد مؤسسات دائمة.

وقد انعكست الأزمات السياسة والأمنية على الاقتصاد التونسي المتداعي أصلا، إذ كانت البطالة والفقر من عوامل الثورة التي هرب على أثرها الرئيس السابق زين العابدين بن علي إلى السعودية.

الاقسام

اعلانات