«القبلتين».. المسجد الذي شهد صلاة واحدة إلى الأقصى ومكة المكرمة

مساحته 3920 متراً وخصصت فيه شرفة للنساء مساحتها 400 متر
جدد بناؤه للمرة الأولى في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز
جدد أخيرا في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله عام 1426هـ

يعد مسجد القبلتين في المدينة المنورة ثالث المساجد أهمية تاريخية بالمنطقة بعد المسجد النبوي الشريف، ومسجد قباء، وينسب هذا المسجد لبني حرام من بني سلمة، ويبعد عن المسجد النبوي خمسة كيلومترات بالاتجاه الشمالي الغربي.
وبين الباحث بتاريخ المدينة المنورة أحمد أمين مرشد لـ «الشرق» أنه سمي بمسجد القبلتين لأن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين مختلفتين، وذلك أن القبلة كانت إلى بيت المقدس، وفي العام الثاني للهجرة نزلت آية تحويل القبلة إلى بيت الله الحرام، وهي «قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ»، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة بتغيير القبلة، وجاء الصحابي والناس يصلون فأخبرهم بتحول القبلة فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة، منوها أنه جدد بناؤه في عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز، وجدد ثانية في عهد السلطان العثماني سليمان القانوني عام 950هـ، ليتجدد أخيرا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يرحمه الله، وأصبح بالشكل الظاهر حاليا.
ولفت مرشد بأن مسجد القبلتين واحد من معالم المدينة المنورة المتميزة، تظهر فيه أصالة العمارة الإسلامية في الشكل والمضمون.

وعلى الصعيد ذاته قال مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المدينة المنورة الدكتور محمد الخطري لـ«الشرق» إن مسجد القبلتين البالغة مساحته (3920 مترا مربعا) أدرج ضمن مشروع تطوير مساجد المدينة المنورة، مؤكدا أن آخر المشاريع فيه نفذته شركة وطنية كبرى في عام 1426هـ، حيث عملت على تجديده وتوسعته وأقامت مبنى جديداً واسعاً يتألف من طابقين الطابق الأرضي ويشمل الميضأة والمستودعات والوحدات السكنية للإمام والمؤذن.

أما الطابق العلوي ففيه المصلى ومساحته 1190 متراً مربعاً، وخصصت شرفة واسعة مساحتها 400 متر مربع للنساء تطل على ساحة المصلى، ورواق لتحفيظ القرآن الكريم، كما أقيم بجانبه فناء داخلي غرس بالأشجار.
كما يشهد مسجد القبلتين توافد أعداد كبيرة من الزوار والمعتمرين على مدار العام، كونه أحد المعالم الإسلامية والحضارية، ويشهد ازدحاما كبيرا في شهر رمضان المبارك، حيث يؤم المصلين به في صلاة التراويح فضيلة الإمام الشيخ محمود خليل، والشيخ محمد الظبي.