الاثار العربية

الجامع الأموي بحلب بات مسرحاً لمعارك النظام والمعارضة

00

يظهر الدمار الذي ألم بالجامع الأموي الكبير في مدينة حلب الشهباء، حجم الدمار والمأساة التي خلفتها الحرب في سوريا، حتى بات جامعا ضرب جذوره في أعماق التاريخ الإسلامي، ساحة حرب لقوات النظام والمعارضة، بعد أن تقاسمه كلا الطرفين.
ومن تحت ركام أقدم مساجد سوريا، يتحين القناصة الفرصة لإيقاف أي حركة صادرة عن أي جسم، في الوقت الذي حولت فيه الاشتباكات الدموية أسواق أعرق المدائن القديمة وأزقتها التي اختزنت الكثير من الحكايا والذكريات إلى أثر بعد عين، لتبدو المدينة وكأنما الحياة مرت منها يوماً.
إن قدسية المكان والزمان، لم تكن كفيلة بحماية الجامع الأموي الكبير وما يحتضنه من مقدسات كضريح نبي الله زكريا عليه السلام، الذي يعد مفخرة بالنسبة لدرة الشرق حلب، إذ تعرض الضريح للتخريب، فيما اصطفت مجموعات من كتب القرآن الكريم، كأنما تحاول الذود عن الضريح، فيما باتت باحة الجامع الأثرية، والمدرجة على قائمة التراث العالمي، عبارة عن ميناء يستقبل قذائف الهاون المتساقطة من كل حدب وصوب، وترسم خدشات الرصاص التي أوغلت في جسد الجامع حقيقة الألم الذي يعتري البشر والشجر والحجر في درة الشرق حلب.
إن الجامع الأموي الكبير الذي يتوسط مدينة حلب التي تعرف أيضاً بالشهباء، أنشئ في العصر الأموي، ويطلق عليه البعض أيضاً اسم “جامع زكريا” لاحتوائه على ضريح “النبي زكريا”، وهو يشبه إلى حد كبير في مخططه وطرازه الجامع الأموي الكبير بدمشق، كما شغل الجامع مكانة خاصة في العهود الإسلامية المختلفة كالعصر الأموي والعباسي والزنكي والمملوكي والعثماني، وأجريت عليه ترميمات متعاقبة كما تمت توسعته والعناية به، لاحتوائه على شعرات من لحية الرسول محمّد صل الله عليه وسلم، إلى جانب ضريح نبي الله زكريا، وكذلك نسخ مخطوطة من القرآن الكريم تعود إلى مختلف الحقب الإسلامية.

الاقسام

اعلانات