السياحة بالعالم

رحلات سياحية.. “ببلاش”

94

فى محاولة للخروج من الأزمة الطاحنة التى يمر بها القطاع السياحى وتراجع الإشغالات لأدنى المستويات الأمر الذى أدى الى إغلاق العديد من فنادق الغردقة وقام بعض أصحاب الفنادق بشرم الشيخ بعرض مبادرة بفتح أبواب فنادقهم مجانا أمام السياح فى محاولة منهم لجذب الأنظار مرة أخرى الى المقصد المصرى لاستعادة الحركة السياحية فى ظل التحذيرات المستمرة من الدول الرئيسية المصدرة للسياحة لمصر مثل روسيا وألمانيا على سبيل المثال.

 

قررت خمسة فنادق فى شرم الشيخ القيام بهذه المبادرة المجانية لإغراء السائح للقدوم الى مصر وليرى السائح على الطبيعة أن مصر آمنة وأن مثل هذه التحذيرات  جاءت بشكل عنيف على مصر دون استثناء شرم الشيخ والغردقة البعيدين تماما عن الأحداث السياسية الدائرة فى القاهرة وبعض المحافظات.
والشيء الغريب أن هناك نية من روسيا أن تبدأ فى زيادة حدة التحذيرات والأغرب أن يأتى هذا القرار من روسيا تحديدا الداعمة لمصر ولثورة 30 يونية بعد إعلان وزير خارجيتها وليس وزير السياحة بتوقيع عقوبات على منظمى الرحلات بالغرامات والسجن لمن يقوم بتنظيم رحلات الى مصر، الأمر الذى يمثل كارثة خاصة أن السوق الروسى من أكبر الأسواق المصدرة للسياحة لمصر الذين يصل عددهم الى 2 مليون و400 ألف سائح روسى سنويا، إضافة الى تركيا التى لم تكتف بالتطاول على مصر بل اتجهت للعب نفس الدور الإجرامى مع السياحة من خلال منظمى رحلاتها الأتراك الذين يعملون فى السوق الروسي.
كل هذه العوامل المدمرة للسياحة دفعت أصحاب الفنادق الى اللجوء الى هذه المغامرة الأشبه بالانتحارية لمحاولة استعادة السياحة مرة أخرى عن طريق تقديم برامج مجانية والتى اعتبرها بعض خبراء السياحة نوعا من التسويق الجيد والوطنية من أصحاب تلك المبادرة من أجل بقاء اسم مصر.
وكما يقول صاحب الفكرة أو العملية الانتحارية كما يطلق عليها الخبير السياحى مجدى حسنين إنه لجأ لهذه الفكرة لعدم وجود طلب على مصر ولخلق طلب مضاد لما يحدث وللتأكيد على الاستقرار وأن المنطقة آمنة كنوع من الإغراء للسائح للقدوم لمصر ليرى بنفسه مظاهر الاستقرار الأمنى فى منطقة شرم الشيخ وأن الانخفاض فى نسب الإشغالات بسبب كثرة البيانات والتحذيرات من عمليات إرهابية فى سيناء وكما يقول إن السائح هنا لا يعرف سيناء الشمالية من الجنوبية ولكن يعرف فقط مصر. فقررت اتخاذ هذه المبادرة ولتبدأ بمدة شهر وقد تستمر لمدة ثلاثة أشهر فى محاولة كما يقول لعدم ضياع الموسم السياحى الذى يبدأ فى أكتوبر المقبل ولن يكون هناك طلب على مصر وحتي لا تهرب الشركات من طبع اسم مصر كمقصد سياحى من المجلدات السياحية التى يتم وضعها فى الأسواق السياحية.
فى الوقت الذى اعتبر البعض الآخر أن مثل هذه المبادرة إساءة لاسم مصر وترخيص للمنتج المصرى بأن يباع اسم مصر «ببلاش» على حد تعبيرهم وأنها نوع من التسول وضياع لكرامة مصر مؤكدين أن هذا لن يأتى بأى سائح سوى نوعية رديئة من السياح مشيرين الى أن السائح لن يأتى بأى مغريات طالما هناك تحذيرات من بلاده بعدم السفر بالإضافة الى عدم حصوله على تأمين دولته وهذا أمر مهم جدا للسائح الأجنبى لذلك لن يأتى إلا السائح الرديء وهنا نكون خسرنا كثيرا وارتكبنا كارثة كبرى بسبب حرق الأسعار وهنا لن تقوم لمصر قائمة فى ظل تدنى الأسعار بهذا الشكل وهذا ما أكده الخبير السياحى إلهامى الزيات رئيس الاتحاد المصرى للغرف السياحية أن مثل تلك المبادرة قد تسبب خسارة كبيرة لمصر وللشعب المصرى الذى يتحمل كل ذلك فلماذا نحمله أكثر مما يعنيه لأن ذلك يتسبب فى حرق الأسعار وهى أشبه بفكرة الأوكازيون الذى يستمر 15 يوما يعنى «فرقعة» وأنا ضد ذلك وأفضل إغلاق الفندق عن بيع مصر ببلاش.
فى الوقت الذى يرى فيه الدكتور خالد المناوى عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية أن مثل هذه الأفكار نقص فى خبرة السياحة لأنه عندما يخرج تحذير من دولة أوروبية لرعاياها بعدم السفر الى مصر فأى مواطنو لم يلتزم بقرار دولته يسقط حقه فى التأمين وبالتالى أى مواطن أوروبى لن يضحى بحقه فى تأمين بلده، هذا أولا.. أما ثانيا فمن العيب الكبير أن نبيع المنتج المصرى «ببلاش» حتى نقول إن مصر آمنة.. منطق غريب.. وأرى أن علينا أن نتحمل أزمة وطننا وبلدنا وما نمر به ثمن رخيص تدفعه السياحة فى سبيل بلدنا، نحن فى ظروف حرب مع الإرهاب ويجب أن نتحمل حتى تمر الأزمة ومثلما تحملنا 30 شهرا فمن الأولى أن نتحمل ثلاثة أشهر حتى تمر الأزمة.
فبيع مصر «ببلاش» خطأ كبير وكان الأولى أن تكون المبادرة باستضافة إعلاميين وصحفيين ورجال أعمال لنقل الصورة وهذا أفضل كثيرا من أن «نرخص» منتجنا و«نرخص» بلادنا التى لا تستحق منا ذلك.. لكن ممكن نناشد الدولة بمساعدة الفنادق والشركات من خلال الضغط على البنوك لتأجيل سداد الأقساط وكذلك التأمينات وغيره من التزامات ونتحمل سويا بدلا من الإساءة لاسم مصر هذا الشكل وارجعوا لتاريخ من باعوا الرحلات النيلية بسبعة دولارات فى أزمة الأقصر عام 97 ندموا كثيرا فلا يجب أن نكرر الكارثة مرة أخري.. وفى نفس الاتجاه يؤكد الخبير السياحى ناجى عريان نائب رئيس غرفة الفنادق أن هذه جريمة يطبق عليها قانون حرق الأسعار فالسائح لن يأتى لمصر بسبب تحذيرات بلاده فكيف يأتى لبلد تبيع نفسها «ببلاش» بحجة أن أثبت لعالم أن مصر آمنة وهذه ليست مسئولية أحد سوى وزارتى الخارجية والسياحة.. فمثل هذه المغامرات تحرق مصر سياحيا وليست فى صالح مصر ولا شعبها فلماذا نبيع أنفسنا بهذا الشكل فالأفضل نغلق الفنادق بدلا من بيع اسم مصر «ببلاش». نحن شعب على استعداد أن يجوع ولا يتحكم فينا أحد، وأكد أن رئيس الوزراء ووزيري السياحة والطيران والحكومة بأكملها لن توافق على ذلك.
ويتساءل نائب رئيس غرفة الفنادق: طالما أن هذه الفنادق لديهم أموال لبيع برامج مجانية فلماذا هم دائمو البكاء عندما يطلب منهم سداد رواتب العاملين؟
الشعب المصرى قام بثورة لرد الكرامة وتحدى أمريكا وأوروبا ومستعد لربط الحزام ويجوع من أجل كرامة مصر.. أما حكاية مصر آمنة فهناك برامج تليفزيونية تعرض فى العالم من خلال السياح أنفسهم للتأكيد أن شرم الشيخ والغردقة آمنة لكن ما يحدث إجرام فى حق مصر.. ويتفق مع هذا الرأى الخبير السياحى اللواء على رضا رئيس جمعية مستثمرى البحر الأحمر قائلا: لسنا فى حاجة الى الدعاية التى تسىء لمصر لأننا مقصد سياحى محترم ويشهد بذلك العالم كله الذى يعلم جيدا أن شرم الشيخ والغردقة بعيدان تماما عن الأحداث، فما يحدث شكل رخيص ولن نزايد على أنفسنا نحن نتعرض لحرب اقتصادية تقودها أمريكا وتابعوها من الدول الأوروبية لأننا أردنا استرداد كرامتنا ونتعامل كدولة ذات سيادة ولكنهم «مستكترين» علينا إننا قمنا بثورة ناجحة، فالسائح لن يأتى بسبب تحذيرات بلده ولن يضحى بالتأمين فعلينا أن نتحمل كرجال وطنيين وكفانا الحجج الواهية فالجميع يحقق مكاسب وأنا واحد منهم وأعرف وإن كان الربح أقل من قبل ثورة يناير ولكن علينا أن نتحمل لأن جزءا من الأزمة بسبب منظمى الرحلات الروس وهم فى الأساس أتراك ومنهم إحدى الشركات الكبرى التركية وهناك العديد من الشركات التركية التى تعمل فى السوق الروسى وتحتكر مصر فعلينا كرجال أعمال أن نضحى ونفكر بشكل يحفظ كرامة مصر فلا تحطموا اسم مصر.. نحن لا نتسول الزبون الأجنبى وللأسف رجال الأعمال السبب وراء «ترخيص» أسعار مصر لأنهم لم يتمكنوا من تحمل الأزمة. علينا أن نقف صفا واحدا فى وجه المستغل المستعمر الأجنبى الذى يريد فرض إرادته علينا.
ويرى الخبير السياحى سامح حويدق أن هذا لم يحدث فى أى دولة فى العالم أن تبيع برامجها «ببلاش» أمر محزن ومشين فى حقنا كمصريين وأقول لهم إن السائح الذى يخاف لن يأتى «ببلاش» حافظوا على اسم مصر، بتقديم حوافز فى ظل الأزمة الطاحنة التى يمر بها القطاع السياحى من خلال تقديم مثلا عشر غرف مجانية لأول عشر شركات نوعا من التشجيع..
ويرفض الخبير السياحى محمد ثروت فكرة البرامج المجانية التى تعتبر إساءة لمصر وحرق الأسعار ويتراجع الطلب علي مصر وتكون دعاية سيئة لمصر أما حجة الأمن فالسائح الذى يخاف لن تؤثر عليه أى نظريات فعلينا جميعا تحمل الأزمة حتى نعبرها بشكل يحترم اسم مصر.
وعلى صعيد آخر هناك فريق من المؤيدين للفكرة ومنهم الخبير السياحى حسام الشاعر رئيس غرفة الشركات السياحية مؤيدا لفكرة باعتبارها نوعا من التسوق الصحيح وخطوة جيدة فى ظل الأزمة وفور عودة السياحة وإلغاء التحذيرات تعود الأسعار كما كانت والسعر يعود بعودة العمل، مؤكدا أنه سيحذو نفس الاتجاه بإعطاء بعض الغرف مجانا للشركات التى أتعامل معها لأن هذه الفكرة أفضل نظام تسويقى فى ظل الظروف التى تمر بها السياحة.
ويؤيده فى الرأى الخبير السياحى عادل عبدالرازق عضو مجلس إدارة الاتحاد المصرى للغرف السياحية مؤكدا أنها خطوة جيدة وأطالب وزارة السياحة أن تتحمل مسئوليتها اتجاه ارتفاع تكلفة التأمين على السائح وعليها دعم ذلك على غرار دعمها للطيران الشارتر ويجب مساندة منظمى الرحلات بتحمل جزء من التأمين حتى يعود السائح مرة أخري، وعلى وزارة الخارجية المصرية سرعة مخاطبة وزارة الخارجية الروسية بعدم إصدار أى قرارات لوقف السياحة الروسية خاصة فى حالة ضرب سوريا، وأطالب الدولة بأن تقوم بخصم ما تنفقه الفنادق لعودة السياحة خصما من الضرائب لتنشيط السياحة لمصر خاصة أن تحرك الفنادق تحرك شعبى والشعوب فى الخارج متعاطفة مع مصر عكس الحكومات بمن فيهم الشعب التركى المتعاطف مع مصر بشكل كبير..
وتعتبر الخبيرة السياحية منال أبوالسعود المبادرة أنها عمل وطنى محترم لبث رسالة طمأنينة للناس ووجهت الشكر للقائمين على هذه الفكرة التى تساعد فى رفع الحظر عن مصر، وهذا فكر تسويقى جيد يتناسب مع المناخ الذى تمر به السياحة.

 

 

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات