السياحة بالعالم

لركود يضرب حي خان الخليلي الأثري السياحي

index
خان الخليلي، الحي الشهير الذي كان يعج بآلاف السائحين والزوار يوميا، أصبح أشبه بمدينة أشباح، وأسدل عدد كبير من المتاجر المتخصصة ستائره المعدنية بسبب توقف عمليات البيع في الفترة الأخيرة.

الطاولات النحاسية المطعمة بكلمات من الفضة، وزجاجات العطور البلورية الشفافة الملونة ذات الأشكال والأحجام المبتكرة، التحف القديمة والتماثيل الجديدة التي تحاكي الأثار الفرعونية والمشغولات الفضية والذهبية وفوانيس رمضان بألوانها وأشكالها تملأ الحوانيت دون أن تجد من يشتريها.

في الأزقة الضيقة، حيث كان يتزاحم السياح من كل الجنسيات، جلس أصحاب المحلات والبائعين أمام المتاجر الخالية من العملاء، يقرأ أحدهم القرآن وأخر يستمع إلى قداس عن “الصبر على البلاء”، بينما لا يمر أمامهم سوى عامل نظافة أو زميل يشاركهم نفس كربهم.

ويقول حسن سليمان إن “الدخل في خان الخليلي أصبح تحت الصفر منذ آخر شهر يونيو. لقد كنا نعاني كثيرا بسبب ركود السياحة لكن كانت هناك مجموعات قليلة تأتي للاستفادة من تخفيض أسعار الرحلات السياحية”.

يضيف وهو يشير إلى أواني ضخمة من المشغولات النحاسية الدقيقة متقنة الصنع، التي ينتجها حرفيون يتعامل معهم منذ عقود: “أضطر الأن إلى شحن منتجاتي والسفر بها إلى المغرب لبيعها هناك لأتمكن من دفع رواتب العاملين وتكاليف تشغيل المتجر ولأدفع مصاريف منزلي”.

لمعي عبد الملك، صاحب متجر لبيع المنتجات الخشبية من علب وأثاث خفيف وتحف، يقول بأسى: “تمر علينا أيام لا يدخل خزينتنا عشرة جنيهات (دولار ونصف). نعتبر أنفسنا من المحظوظين إذا حققنا الآن دخلا قدره 400 جنيه (حوالي 58 دولارا) في الأسبوع”.

واضطر أصحاب المتاجر ومصانع المشغولات لتسريح عدد كبير من العمال الذين كانوا يستخدمونهم.

وأفادت تقارير من مكاتب هيئة تنشيط السياحة المصرية في 12 عاصمة أوروبية إلى أن السياحة الأوروبية، التي تمثل الكتلة الأكبر من السياحة الوافدة إلى مصر، انخفضت بنسبة أكثر من 30 % منذ نهاية يونيو.

وعزت التقارير ذلك إلى الحذر من استمرار العنف في الشارع خاصة بعد صدور تحذيرات من عدة دول أوروبية، على رأسها ألمانيا، من زيارة القاهرة والإسكندرية.

وتساهم السياحة بنسبة 12 % من الدخل القومي المصري، وزار نحو 14.7 مليون سائح مصر في 2010، الأمر الذي حقق عائدات للبلاد بنحو 12.5 مليار دولار، لكن هذا العدد انخفض في 2011 إلى 9.8 مليون سائح بعائدات بلغت 8.8 مليار دولار.

إلا أن متحدثا باسم مجلس الوزراء المصري قال في مطلع أبريل الجاري إن عدد السائحين الوافدين إلى مصر بلغ 8 ملايين سائح في الأشهر الثمانية الأولى من السنة المالية 2012-2013، وذلك بزيادة 10 % عن الفترة ذاتها من العام السابق، في حين بلغت إيرادات القطاع 7.6 مليار دولار.

في المتجر الفسيح إلى حد أن ثريا نحاسية قطرها 20 مترا تشغل جانبا صغيرا فقط منه، قام بلال ليضيء المصباح الكهربائي عند دخول عميل كوري الجنسية.

“نبقي فقط على ضوء خافت طالما ليس هناك زبائن، لأننا لم نعد نحقق دخلا يسمح لنا حتى بتغطية فاتورة استهلاك الكهرباء”، حسب بلال.

والحي القريب من مسجد الحسين الذي اشتهر بامتداد سهراته الرمضانية في المقاهي الأثرية، مثل مقهى الفيشاوي، حتى صلاة الفجر، وكان يضج بالزائرين لدرجة توظيف أفراد لتنظيم سير المارة ذهابا وإيابا مثلما يفعل شرطي المرور مع السيارات، أصبح يغلق أبوب متاجره ويتحول إلى منطقة أشباح بعد الإفطار.

ويقول عبد الملك: “نخشى اندلاع أعمال عنف أو إرهاب، كما أن الكثيرين منا ينقطع بهم الطريق ليلا بسبب خروج الإخوان المسلمين في مسيرات في أماكن متفرقة من العاصمة تمنعنا من العودة إلى منازلنا”.

ورغم سوء الحال وتدهور حركة البيع والشراء، يحتفظ التجار بقدر من التفاؤل.

فيؤكد سليمان أن “السياحة بمصر مرت بأزمات عديدة بسبب الإرهاب في التسعينيات، وحرب الخليج وغزو العراق في 2003. قد تكون هذه أشد كبوة وقعنا فيها لكن لدينا إيمان بأن الله سيفرجها كما فرجها من قبل وأن السياحة في مصر لن تموت كما يريد لها البعض”.

admin

الرؤية: توفير محتوى عربي مميز
الرسالة: ايصال المعلومة بشكل شيق ومفيد

Add Comment

انقر هنا لإضافة تعليق

الاقسام

اعلانات